رويترز
من جنى شقير
دبي (رويترز) – قال العاهل الأردني الملك عبد الله يوم الأربعاء إنه يرفض أي محاولات لضم الأراضي وتهجير الفلسطينيين وذلك عقب الاقتراح الصادم الذي طرحه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن تسيطر الولايات المتحدة على قطاع غزة، وهي مسألة تلمس وترا حساسا لدى المملكة.
وقال ترامب يوم الثلاثاء إن خطته تتضمن إعادة توطين الفلسطينيين في أماكن أخرى وتنمية غزة اقتصاديا، وهي فكرة أثارت إدانة دولية واسعة النطاق.
وذكر البلاط الملكي الهاشمي في منشور على إكس “جلالة الملك عبدالله الثاني يؤكد ضرورة وقف إجراءات الاستيطان (الإسرائيلية) ورفض أية محاولات لضم الأراضي وتهجير الفلسطينيين”.
وأكد الملك عبد الله، في أثناء استقباله للرئيس الفلسطيني محمود عباس، على الدعم الأردني الكامل للفلسطينيين.
وتعتبر هذه القضية حساسة بالنسبة للأردن بوجه خاص. قد يؤدي قبول خطة ترامب إلى تأجيج اضطرابات داخلية في المملكة، حيث سلطت احتجاجات استمرت أكثر من عام بسبب الهجوم الإسرائيلي على غزة الضوء على اعتماد الأردن على الولايات المتحدة وإسرائيل.
وعبرت نسبة كبيرة من سكان الأردن، الذين يتضمنون عددا كبيرا من الفلسطينيين الذين يحملون الجنسية الأردنية وأكثر من مليوني لاجئ فلسطيني، عن خيبة الأمل من إحجام الحكومة عن قطع العلاقات مع الولايات المتحدة وإسرائيل.
ويعد الأردن منذ فترة طويلة أحد أكبر المتلقين للمساعدات الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط، وتلعب هذه المساعدات دورا مهما في الاستقرار الاقتصادي والأمن بالمملكة.
ويمثل دور الفلسطينيين ووجودهم ومستقبلهم في الأردن واحدة من أكثر القضايا حساسية على الصعيد السياسي في البلاد. ولا تنشر الحكومة الأردنية أي بيانات عن عدد من ينحدرون من أصل فلسطيني بين مواطنيها البالغ عددهم ثمانية ملايين نسمة، لكن تقريرا أصدره الكونجرس في الآونة الأخيرة قدر عددهم بأكثر من النصف.
ومن المقرر أن يلتقي العاهل الأردني مع ترامب في البيت الأبيض في 11 فبراير شباط.
وقال ترامب إنه سيدعم الجهود الرامية إلى “إعادة توطين” الفلسطينيين بشكل دائم من قطاع غزة إلى أماكن يمكنهم العيش فيها دون خوف من العنف.
وجاء ذلك بعد الحرب المدمرة التي استمرت لأكثر من 15 شهرا بين حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) التي تدير القطاع وبين إسرائيل.
وقال ترامب إنه وفريقه يناقشون مع الأردن ومصر ودول أخرى في المنطقة هذه الاحتمالية بالنسبة لغزة، حيث دخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 19 يناير كانون الثاني.
وفي مؤتمر صحفي صرح ترامب بأن العاهل الأردني الملك عبد الله والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي سيوافقان على الفكرة على الرغم من رفضهما لها، قائلا إنهما “سيفتحان قلبيهما وسيمنحاننا نوع الأرض التي نحتاجها لإنجاز هذه المهمة ويمكن للناس أن يعيشوا في وئام وسلام”.
وكان ترامب قد حث الأردن ومصر في أواخر يناير كانون الثاني على استقبال المزيد من سكان قطاع غزة الذي تسببت حرب إسرائيل على حماس في كارثة إنسانية به.
وأعرب الأردن أيضا حينها عن رفضه التام لهذا الاقتراح.