مسقط في 8 فبراير /العُمانية/ أوضحت الجمعية العمانيه للفلك والفضاء أن وكالة الفضاء الأوروبية تتابع عن كثب تطورات الكويكب (2024 YR4)، الذي اكتُشف في 27 ديسمبر 2024 بواسطة تلسكوب نظام الإنذار الأخير للأرض (ATLAS) في ريو هورتادو، تشيلي.
وحول هذا الموضوع، قالت ريم بنت عبدالعزيز اليعربية، عضوة الجمعية العمانية للفلك والفضاء، إن الكويكب جذب اهتمام المجتمع العلمي العالمي منذ اكتشافه، مما دفع العلماء إلى إجراء دراسات مكثفة لتحليل حجمه ومداره وتقدير احتمالية تأثيره على الأرض، مع فرصة ضئيلة جدًا للاصطدام بالأرض وفقًا لأنظمة الإنذار الآلي الخاصة بالكويكبات.وأضافت أن البيانات الحديثة أظهرت أن الكويكب ارتفع إلى قمة قائمة المخاطر التي تصدرها وكالة الفضاء الأوروبية مع تقدير احتمالية اصطدامه بالأرض في 22 ديسمبر 2032 بنسبة 1.2٪، وفقًا لحسابات وكالة الفضاء الأوروبية ومركز دراسات الأجسام القريبة من الأرض (CNEOS) التابع لناسا، إضافةً إلى مركز (NEODYS).
وبيّنت أن الكويكب مصنف حاليًا ضمن المستوى الثالث على مقياس تورينو لمخاطر الاصطدام، وهو تصنيف يشير إلى أنه يستحق المتابعة الدقيقة دون أن يكون هناك داعٍ للقلق في الوقت الحالي، ومع ذلك من المهم أن نتذكر أن احتمال اصطدام الكويكب بالأرض غالبًا ما يكون مرتفعًا في البداية، لكنه ينخفض بسرعة إلى الصفر بعد إجراء المزيد من الدراسات والرصدات الإضافية.
وأشارت إلى أن التقديرات الأولية أظهرت أن قطره يتراوح بين 40 إلى 100 متر، كما أشارت إلى أن مداره يتميز بطول غير مركزي، ما يجعله يتحرك حاليًا بعيدًا عن الأرض في خط مستقيم تقريبًا مما يصعّب التنبؤ بمساره المستقبلي بدقة. لذا يعمل العلماء على تتبع تغيرات مداره بهدف تحسين دقة التقديرات خلال الفترة القادمة.
وأضافت أن حجم الكويكب والاحتمالية غير الضئيلة لتأثيره خلال الخمسين عامًا القادمة دفعا إلى إدراجه ضمن نطاق اهتمام الشبكة الدولية للتحذير من الكويكبات (IAWN) والفريق الاستشاري لتخطيط البعثات الفضائية (SMPAG)، وهما جهتان معتمدتان من قبل الأمم المتحدة لتقييم المخاطر وتنسيق الاستجابة العالمية عند الضرورة.
وخلال الأشهر المقبلة، تتوقع وكالة الفضاء الأوروبية أن يبدأ الكويكب بالتلاشي عن أنظار الأرض، مما يجعل رصده أكثر صعوبة حتى عام 2028، وهو العام الذي يمكن أن يُعاد فيه رصده بدقة أكبر لتحديث التقديرات بشأن مساره واحتمالية تأثيره على الأرض.
وفي الأثناء تُجرى عمليات رصد مكثفة باستخدام تلسكوبات المرصد الجنوبي الأوروبي في تشيلي لجمع أكبر قدر من البيانات قبل اختفائه عن مجال الرؤية.
وتابعت قائلة: “من المقرر أن يعقد الفريق الاستشاري لتخطيط البعثات الفضائية اجتماعًا في فيينا قريبًا لمناقشة المستجدات المتعلقة بالكويكب (2024 YR4) وتحديد الخطوات التالية، وفي حال استمرت نسبة احتمال الاصطدام عند 1٪ أو أكثر، فقد يتم تقديم تقرير إلى الأمم المتحدة، وربما البدء في دراسة خيارات التعامل مع التهديد المحتمل بما في ذلك احتمال إطلاق مهمة فضائية تهدف إلى تغيير مسار الكويكب أو تقليل خطورته”.
ووضحت اليعربية أن اكتشافات الكويكبات القريبة من الأرض تتزايد بفضل التطور المستمر في تقنيات الرصد مما يمنح البشرية فرصًَا أفضل لرصد الأخطار المحتملة مبكرًا واتخاذ تدابير وقائية إذا لزم الأمر، وهو ما يُعد خطوة مهمة في مجال الدفاع الكوكبي.
/العُمانية/
خميس الصلتي
Source link