رويترز
من حسام المصري ونضال المغربي وإميلي روز
غزة/القدس/القاهرة (رويترز) – سلمت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) ثلاثة رهائن إسرائيليين يوم السبت وسط حالة من الصدمة في إسرائيل بسبب مظهرهم الهزيل بعد إطلاق سراحهم على الهواء مباشرة في أحدث مرحلة من اتفاق لوقف إطلاق النار يهدف لإنهاء الحرب التي استمرت 15 شهرا في غزة.
والرهائن هم أوهاد بن عامي وإلياهو شرابي، وكان قد احتجزهما مسلحون من داخل تجمع بئيري السكني خلال هجوم عبر الحدود في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023، وأور ليفي الذي احتُجز في اليوم ذاته بينما كان يحضر مهرجان نوفا الموسيقي.
وتوجه الرهائن برفقة مسلحين صوب منصة أقامتها الحركة وبدت عليهم ملامح الهزال والضعف والشحوب، وكانت حالتهم أسوأ من حالة 18 رهينة أُفرج عنهم سابقا ضمن اتفاق أُبرم الشهر الماضي.
وقالت ميكال كوهين، حماة أوهاد بن عامي، للقناة 13 الإخبارية بينما كانت تشاهد مراسم التسليم التي نظمتها حماس “بدا وكأنه هيكل عظمي، كان من المؤلم رؤيته”. ووقف الرهائن الثلاثة على المنصة حيث أجابوا على أسئلة طرحها أحد الملثمين بينما أحاط بهم مسلحون من الجانبين.
وفي استعراض جديد للقوة، انتشر عشرات من مقاتلي حماس الملثمين والمسلحين في وسط غزة، حيث جرى تسليم الرهائن إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
ونُقل الرهائن في سيارات اللجنة الدولية إلى القوات الإسرائيلية ودخلوا إلى إسرائيل حيث تم جمع شملهم مع أفراد أسرهم وسط مشاعر جارفة، ثم نُقلوا جوا إلى المستشفيات. وقالت جيولا، والدة أور ليفي، وهي تعانق ابنها، “افتقدناك كثيرا”.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن مشهد الرهائن الثلاثة وهم في حالة ضعف وهزال صادم ولن يمر مرور الكرام.
ووصف الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوج مراسم تسليم الرهائن بأنها مثيرة للاستهجان ووحشية وقال “هكذا تبدو الجريمة ضد الإنسانية”.
وقارن منتدى عائلات الرهائن صور الرهائن الثلاثة بصور الناجين من معسكرات الاعتقال النازية في أثناء الهولوكوست. وأضاف “يتعين علينا إخراج جميع الرهائن من الجحيم”.
وتفرج إسرائيل في المقابل عن 183 سجينا فلسطينيا، بعضهم يقضون أحكاما في قضايا تتعلق بالمشاركة في هجمات أدت لمقتل عشرات الناس، إضافة إلى 111 أُلقي القبض عليهم في قطاع غزة خلال الحرب.
واستقبلت حشود مبتهجة الحافلات عند وصولها إلى غزة، واحتضنت السجناء المفرج عنهم عند نزولهم، وكان بعضهم يبكون فرحا ويمزقون أساور السجن عن معاصمهم.
وفي رام الله بالضفة الغربية، استقبلت حشود من الناس حافلة تقل 42 سجينا فلسطينيا محررا.
ومن بين السجناء الفلسطينيين المفرج عنهم يوم السبت إياد أبو شخيدم، الذي صدر ضده 18 حكما بالسجن مدى الحياة في إسرائيل بتهمة التخطيط لهجمات انتحارية انتقاما لاغتيال إسرائيل لقادة من حماس في 2004.
وقال أبو شخيدم للصحفيين عند وصوله إلى رام الله “اليوم أعلن ميلادي”.
وتابع “الأسرى بيعانوا، بيهينوهم بيذلوهم… ذلونا في هاي السنة أو السنة ونص وقطعونا عن كل العالم… من 7 عشرة لليوم ما بنعرف شي عن بره”.
وبدا العديد من السجناء المفرج عنهم في حالة صحية سيئة، واشتكى بعضهم من سوء المعاملة.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إنه نقل ستة من السجناء الاثنين والأربعين إلى المستشفيات.