رويترز
![](https://www.swissinfo.ch/content/wp-content/uploads/sites/13/2025/02/d29a6c4ff4cd2aac38086fd4cb6659e8-88857181.jpg?ver=4e34978c)
reuters_tickers
من نضال المغربي
القاهرة (رويترز) – قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) سامي أبو زهري يوم الثلاثاء إن احترام اتفاق وقف إطلاق النار بين الحركة وإسرائيل هو الطريق الوحيد لإعادة الرهائن.
جاء هذا ردا على تحذير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للفلسطينيين يوم الاثنين من أن “أبواب الجحيم ستفتح” ما لم يتم إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين بحلول يوم السبت المقبل.
وأضاف أبو زهري لرويترز “لغة التهديدات ليس لها قيمة وتزيد من تعقيد الأمور”.
كانت حماس قد بدأت بالفعل إطلاق سراح بعض الرهائن بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة دخل حيز التنفيذ في 19 يناير كانون الثاني، لكنها أرجأت لاحقا إطلاق سراحهم حتى إشعار آخر، متهمة إسرائيل بانتهاك بنود الاتفاق بمواصلة شن الهجمات على قطاع غزة.
وقال ترامب أمس إنه يتعين على حماس إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين في غزة بحلول ظهر يوم السبت المقبل وإلا فإنه سيقترح إلغاء وقف إطلاق النار بين إسرائيل والحركة.
وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن إسرائيل لا تزال مصممة على استعادة جميع الرهائن.
وأضاف في بيان نعى فيه الإسرائيلي شلومو منصور الذي أكد الجيش مقتله خلال هجوم حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023، والذي أدى إلى اندلاع حرب غزة، “سنواصل اتخاذ إجراءات حازمة وقاسية حتى نعيد جميع رهائننا، الأحياء منهم والأموات”.
وأثار ترامب غضب الفلسطينيين وزعماء العالم العربي، محدثا تحولا للسياسة الأمريكية التي أيدت على مدى عقود حل الدولتين المحتمل في المنطقة من خلال محاولته فرض رؤيته بشأن غزة التي دمرها الهجوم العسكري الإسرائيلي وتعاني من نقص الغذاء والماء والمأوى وتحتاج إلى مساعدات خارجية.
وقال أبو زهري “على ترامب أن يتذكر أن هناك اتفاقا وأنه يجب احترامه من الطرفين، وهذا هو الطريق الوحيد لعودة الأسرى”.
واقترح ترامب تولي الولايات المتحدة السيطرة على غزة وتهجير سكانها الذين يتجاوز عددهم مليوني نسمة، وتحويل المنطقة إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”.
ومن المقرر أن يلتقي ترامب مع العاهل الأردني الملك عبد الله يوم الثلاثاء في لقاء يرجح أن يكون متوترا في أعقاب فكرة الرئيس الأمريكي بشأن إعادة تطوير غزة، بما في ذلك التهديد بقطع المساعدات عن الأردن المتحالف مع الولايات المتحدة إذا رفض إعادة توطين الفلسطينيين.
ويعد التهجير القسري للسكان تحت الاحتلال العسكري جريمة حرب بموجب اتفاقيات جنيف لعام 1949.
ويخشى الفلسطينيون تكرار ما يُطلق عليها النكبة عندما فر مئات الآلاف منهم أو طردوا من منازلهم خلال حرب عام 1948 عند قيام دولة إسرائيل. وتنفي إسرائيل أنهم أجبروا على الخروج.
وقال وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش خلال مؤتمر لمعهد اليهود المتزمتين دينيا للاستراتيجية والسياسة “علينا إصدار إنذار لحماس. اقطعوا عنهم الكهرباء والمياه وأوقفوا المساعدات الإنسانية حتى تفتح (عليهم) أبواب الجحيم”.
* جوتيريش يحذر من “مأساة هائلة”
توقفت حرب غزة منذ منتصف يناير كانون الثاني بموجب اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس الذي توسطت فيه قطر ومصر والولايات المتحدة.
وتقول وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 48 ألف فلسطيني قتلوا على مدى الأشهر الستة عشر الماضية، كما نزح جميع سكان غزة تقريبا داخليا بسبب الصراع الذي تسبب في أزمة جوع.
وتظهر الإحصائيات الإسرائيلية أن نحو 1200 شخص قُتلوا في الهجمات التي قادتها حماس عام 2023 على بلدات في جنوب إسرائيل، كما تم اقتياد نحو 250 رهينة إلى غزة.
هدد ترامب كذلك بقطع المساعدات عن مصر إذا لم تستقبل فلسطينيين، مما زاد الوضع تعقيدا في المنطقة وسط وقف إطلاق النار الهش بين إسرائيل وحماس.
وبالنسبة للأردن، يقترب حديث ترامب عن إعادة توطين نحو مليونين من سكان غزة بشكل خطير من كابوس طرد جماعي للفلسطينيين من غزة والضفة الغربية، وهو ما يعكس رؤية للأردن كوطن بديل للفلسطينيين والتي يروج لها الإسرائيليون المنتمون لتيار اليمين منذ فترة طويلة.
وتتفاقم مخاوف عمّان بسبب تصاعد أعمال العنف على حدودها مع الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل حيث تخبو آمال الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة بسبب التوسع في بناء المستوطنات اليهودية.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش على منصة إكس إنه يتعين تجنب عودة الأعمال القتالية في غزة بأي ثمن لأن ذلك قد يؤدي إلى “مأساة هائلة”.
وأضاف “أناشد حماس المضي قدما في عملية تحرير الرهائن المزمعة. ويجب على الجانبين الالتزام الكامل بالتزاماتهما بموجب اتفاق وقف إطلاق النار واستئناف المفاوضات الجادة”.
وتراجعت آفاق حل الدولتين منذ عام 2014 عندما توقفت محاولات لصنع السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين في واحدة من أكثر المناطق اضطرابا وعنفا في العالم.