فلوريدا في 4 مارس /العُمانية/ هبطت المركبة القمرية “بلو غوست” بنجاح على سطح القمر، في إنجاز جديد لاستكشاف الفضاء ضمن برنامج خدمات الحمولة التجارية القمرية (CLPS) التابع لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا.
يأتي ذلك بهدف التمهيد للمهام المستقبلية من خلال الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص في استكشاف الفضاء.
وحول هذا الإنجاز في المجال الفلكي، قالت عائشة بنت راشد الحوسنية، عضوة الجمعية العُمانية للفلك والفضاء، إن نجاح المهمة يمثل خطوة رئيسية نحو تحقيق أهداف برنامج “أرتميس” التابع لوكالة ناسا، الذي يسعى إلى إرسال رواد فضاء إلى القمر وبناء بنية أساسية دائمة هناك.
وأضافت أن المركبة، التي أُطلقت في فبراير 2025، تمكنت من الهبوط في 2 مارس 2025 في منطقة Mare Crisium، وهي منطقة يبلغ عرضها حوالي 500 كيلومتر وتقع على الجانب القريب من القمر.
وأوضحت أن شركة فاير فلاي أيروسبيس طوّرت المركبة بدعم من وكالة ناسا ضمن جهودها لتعزيز دور الشركات الخاصة في استكشاف الفضاء.
وأشارت إلى أن المركبة تحمل مجموعة من الأجهزة والتجارب العلمية التي ستوفر بيانات مهمة حول بيئة القمر، من بينها تحليل تربة القمر، وقياس المسافات بدقة عبر تقنيات الليزر، ودراسة تأثير الرياح الشمسية والمجالات المغناطيسية القمرية.كما ستساعد التجارب في اختبار أنظمة حوسبة مقاومة للإشعاع، ودراسة تأثير الغبار القمري على المركبات والمعدات، وهي تحديات رئيسية للبعثات المأهولة المستقبلية.
من جانبها، قالت أسماء بنت سالم الفارسية، عضوة الجمعية العُمانية للفلك والفضاء: إن المركبة “بلو غوست” ستشارك أيضًا في تصوير الخسوف القمري في 14 مارس، حيث ستكون قادرة على توثيق ظل القمر على الأرض، مما سيوفر فرصة لدراسة تأثيرات الظواهر الفلكية على بيئة القمر.
وأكدت أن البيانات التي ستجمعها المركبة ستدعم مهام استكشاف القمر المستقبلية، بما في ذلك وصول طاقم برنامج “أرتميس” خلال السنوات القادمة، من خلال تحسين تقنيات الهبوط والتنقل على سطح القمر، وتعزيز فهم التحديات التي تواجه الرحلات المأهولة.
وأشارت إلى أن المركبة “بلو غوست” لم تواجه رحلة سهلة للوصول إلى سطح القمر، حيث كان عليها تجاوز عدة تحديات تقنية وبيئية، من بينها دقة حسابات المسار والهبوط لضمان وصولها إلى الموقع المستهدف بأمان، والتعامل مع الظروف القاسية للقمر، مثل التغيرات الشديدة في درجات الحرارة وانعدام الغلاف الجوي، كما كان من الضروري ضمان استقرار أنظمة الاتصال والطاقة بعد الهبوط لضمان نجاح المهمة واستمرار إرسال البيانات العلمية إلى الأرض.وبيّنت أن التطورات الحديثة في تقنيات الفضاء – خاصة التي طورتها شركة فاير فلاي أيروسبيس – قد قامت بدور رئيسي في التغلب على هذه التحديات، مما يفتح آفاقًا جديدة للمهمات القادمة.
وأكدت أن نجاح الهبوط يعزز ثقة ناسا والجهات الفضائية الأخرى في قدرة القطاع الخاص على تنفيذ مهام فضائية معقدة بكفاءة عالية، وهو ما يتماشى مع التوجه العالمي نحو التوسع في الشراكات بين المؤسسات الحكومية والشركات الخاصة في استكشاف الفضاء.
/العُمانية/
مازن
Source link