رويترز

reuters_tickers
دمشق (رويترز) – قالت السلطات إن مسلحين موالين للرئيس السوري المخلوع بشار الأسد شنوا هجوما داميا “مدروسا” على قوات الحكومة يوم الخميس في بعض من أسوأ أعمال العنف ضد الحكومة منذ استيلاء قوات المعارضة السورية بقيادة إسلاميين على السلطة.
وقالت قناة تلفزيون سوريا الموالية للإدارة الجديدة في دمشق إن 13 على الأقل من قوات الأمن السورية قُتلوا في الاشتباكات في منطقة جبلة الساحلية. وقال مسؤول الأمن في المنطقة إن عددا من أفراد قوات الأمن قتلوا وأصيبوا فيما وصفه بأنه هجوم مخطط جيدا نفذه “فلول من ميليشيات الأسد”.
ويمثل هذا تصعيدا حادا للتوتر في المنطقة الساحلية، معقل الطائفة العلوية التي تنتمي إليها عائلة الأسد.
وتمثل المنطقة الساحلية تحديا أمنيا رئيسيا للرئيس المؤقت أحمد الشرع في مسعاه لتعزيز سيطرته.
وبعد ثلاثة أشهر من إطاحة قوات المعارضة السورية بقيادة هيئة تحرير الشام التي كان يتزعمها الشرع بالأسد، تواجه جهود الشرع لإعادة توحيد سوريا بعد 13 عاما من الحرب الأهلية تحديات كثيرة. ومن بين هذه التحديات، تعهد إسرائيل بمنع دمشق من نشر قوات في المنطقة الجنوبية الغربية بالقرب من الحدود الإسرائيلية.
وكان التوتر أشد احتداما في المنطقة الساحلية الجبلية حيث نشرت الحكومة السورية عددا كبيرا من قواتها الأمنية وحيث أفاد السكان بسماع إطلاق نار كثيف في عدد من المدن والقرى مع شيوع حالة من التوتر يوم الخميس.
وقال المقدم مصطفى كنيفاتي مدير إدارة الأمن العام في محافظة اللاذقية “ضمن هجوم مدروس ومعد مسبقا هاجمت مجموعات عدة من فلول ميليشيات الأسد نقاطنا وحواجزنا واستهدفت العديد من دورياتنا في منطقة جبلة وريفها، مما نتج عنه سقوط العديد من الشهداء والمصابين في صفوف قواتنا”.
وأضاف في تصريحات نشرتها وزارة الداخلية أن قوات الأمن احتوت الهجوم في الريف حول جبلة، لكن الاشتباكات استمرت داخل المدينة.
واستقطبت الحكومة التي كان يقودها الأسد أعدادا كبيرة من الطائفة العلوية في أجهزة الأمن والجهاز الإداري في الدولة السورية التي تسعى السلطات التي يقودها الإسلاميون حاليا إلى إعادة تشكيلها، ومن هذه المساعي تنفيذ عمليات تسريح بالجملة.
ويقول ناشطون علويون إن طائفتهم تعرضت للعنف والهجمات منذ سقوط الأسد وخاصة في ريف حمص واللاذقية.
وتعهد الشرع بإدارة سوريا بنهج يحتوي الجميع، لكن لم يعلن بعد عن أي اجتماعات بينه وبين كبار الشخصيات العلوية، على النقيض من أعضاء أقليات أخرى مثل الأكراد والمسيحيين والدروز.
وقال جوشوا لانديس رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة أوكلاهوما “العلويون ليسوا منظمين أو متحدين. لكن انتشار السخط والاحتجاجات على النظام قد يزيد جرأة الميليشيات في أنحاء سوريا، ممن يعارضون النظام (الجديد) ويفترض أنهم يتحدثون باسم الثورة”.
وأضاف “قد يؤدي ذلك أيضا إلى تدخل أجنبي”.
وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن قوات الأمن في جبلة اعتقلت إبراهيم حويجة، وهو ضابط مخابرات كبير في عهد حافظ الأسد والد الرئيس المخلوع.
وقال مسؤول بوزارة الدفاع إن عمليات قوات الأمن في منطقة اللاذقية تستهدف ملاحقة الجماعات المسلحة ومن بينهم مجرمو حرب معروفون تابعون لضابط سابق كبير في الجيش السوري.
وأعلنت السلطات حظر التجوال في مدينة طرطوس الساحلية حيث اندلعت احتجاجات مناهضة للحكومة. وقال أحد السكان إن قوات الأمن أطلقت النار لتفريق حشود.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قُتل اثنان من أفراد وزارة الدفاع في مدينة اللاذقية على يد مجموعات قالت وسائل الإعلام الرسمية إنها من “فلول ميليشيات الأسد”.
وأثار التوتر أيضا أعمال عنف تمخضت عن قتلى في جنوب غرب سوريا هذا الأسبوع حيث قال مسؤولون أمنيون إن نحو 10 أشخاص لقوا حتفهم في بلدة الصنمين في أعمال عنف يومي الثلاثاء والأربعاء.