موسكو في 12 مارس /العُمانية/ قالت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) اليوم، إن كازاخستان قادت ارتفاعًا كبيرًا في إنتاج تحالف “أوبك بلس” من النفط الخام
في فبراير الماضي، مما يسلط الضوء على تحديات تواجه مجموعة المنتجين في فرض
الالتزام بحصص الإنتاج المتفق عليها.
وذكرت المنظمة في تقريرها الشهري أن إنتاج “أوبك بلس”، الذي يضم
أوبك وحلفاء من بينهم روسيا، شهد زيادة في فبراير الماضي قدرها 363 ألف برميل
يوميا ليصل إلى 41.01 مليون برميل مدفوعة بقفزة في إنتاج كازاخستان.
وتتجاوز الزيادة في فبراير الماضي مِثلَي التي قررها التحالف لأبريل المقبل
وقدرها 138 ألف برميل، مع بداية التراجع التدريجي عن أحدث شريحة من تخفيضات
الإنتاج.
وتأثرت أسعار النفط بقرار زيادة الإنتاج إضافة إلى المخاوف بشأن الرسوم
الجمركية.
ووصل إنتاج كازاخستان إلى مستويات قياسية وتجاوز حصتها المتفق عليها في “أوبك
بلس” بكثير في وقت تزيد فيه شركة النفط الأمريكية العملاقة “شيفرون” إنتاجها من
حقل تنجيز، وهو أكبر حقل نفطي في أمريكيا.
ووفقًا لبيانات “أوبك” أنتجت كازاخستان 1.767 مليون برميل يوميا من النفط
الخام في فبراير الماضي، ارتفاعًا من 1.570 مليون برميل يوميًّا في يناير الماضي.
وتبلغ حصة كازاخستان في أوبك+ 1.468 مليون برميل يوميا.
وقالت وزارة الطاقة في كازاخستان اليوم، إنها تعتزم ضبط إنتاجها من النفط ليتوافق مع حصتها المتفق عليها في تحالف أوبك بلس بعد تجاوزها في فبراير الماضي. مضيفة أنها “اتخذت التدابير اللازمة لتعويض الزيادة المؤقتة في الإنتاج. وفي المستقبل القريب، ستُضبط الكميات بما يتوافق تماما مع الحدود المقررة”.
وأكدت الوزارة في بيان التزام كازاخستان الكامل باتفاقها مع أوبك بلس.
ووضحت أنّ “تجاوز الحصص الحالية في فبراير الماضي نتج عن عمليات تكنولوجية في مشروع النمو المستقبلي بحقل تنجيز. ذلك المشروع طويل الأمد ويهدف إلى توفير إمدادات مستقرة من موارد الطاقة، بالإضافة إلى الوفاء بالتزاماتنا متوسطة الأجل”.
وقالت الوزارة عن تأثير كازاخستان على السوق العالمية، إنها لا تُمثل سوى 1.5 بالمائة من إنتاج النفط العالمي ونحو ثلاثة بالمائة من إنتاج أوبك بلس.
وأضافت في بيان، “تُظهر تلك المؤشرات أن كازاخستان لا تُؤثر بشكل كبير على توازن العرض والطلب العالمي، ومع ذلك يظل بلدنا شريكا موثوقا ويفي بالتزاماته”.
وأكد البيان أن كازاخستان ستُنفِّذ خططها الإنتاجية المستقبلية “بما يتوافق تماما مع التزاماتها الدولية، مع مراعاة وضع السوق العالمية”.
واستقرت أسعار النفط بعد صدور تقرير أوبك إذ أبقى خام برنت على مكاسبه
المسجلة في وقت سابق من الجلسة ليجري تداوله فوق 70 دولارا للبرميل.
وأبقت أوبك في تقريرها على توقعات نمو الطلب العالمي على النفط دون تغيير.
وتتوقع المنظمة أن الطلب العالمي على النفط سيرتفع 1.45 مليون برميل يوميا
في 2025، و1.43 مليون برميل يوميا في 2026. ولم يتغير كلا التوقعين عن الشهر
الماضي.
وتوقعت أن يتكيف الاقتصاد العالمي مع سياسات التجارة الجديدة. ودخلت الرسوم
الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على جميع واردات الصلب
والألمنيوم الأمريكية حيز التنفيذ اليوم، وذلك في إطار جهود لإعادة تشكيل التجارة
العالمية لصالح الولايات المتحدة.
وقالت “أوبك” في التقرير “من المتوقع أن تسهم المخاوف
التجارية في التقلبات مع استمرار الكشف عن السياسات التجارية.
وتُعد توقعات “أوبك” للطلب على النفط مرتفعة نسبيًّا مقارنة بمصادر
أخرى في القطاع، كما أنّ المنظمة لا تتوقّع أن يصل الطلب إلى ذروته قريبا على عكس
تقديرات وكالة الطاقة الدولية.
وتتوقع وكالة الطاقة الدولية نموّ الطلب بـ 1.1 مليون برميل يوميا خلال 2025،
وهو أقل من توقعات “أوبك” رغم أن الفجوة بين تقديراتهما فيما يتعلق
بالعام الجاري أقل بكثير مما كانت عليه في 2024 عندما وصل التباين إلى مستوى غير
مسبوق مدفوعا بخلاف حول وتيرة التحول في قطاع الطاقة.
/العُمانية/
سعيد الهاشمي
Source link
