BBC العربية
صدر الصورة، Getty Images
أعلن وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف، الأحد، أن جولة المحادثات التي عقدت بين مسؤولين أوكرانيين وأمريكيين في الرياض بشأن وضع حد للحرب مع روسيا، كانت “مثمرة ومركّزة”.
وقال عمروف عبر منصّات التواصل الاجتماعي: “اختتمنا اجتماعنا مع الفريق الأمريكي. كان النقاش مثمراً ومركّزاً، وأثرنا نقاطاً رئيسية بينها الطاقة”.
وأضاف أن أوكرانيا تعمل على جعل هدفها المتمثل في “سلام عادل ومستدام” حقيقة.
يوم الاثنين، ستُعقد جولة أخرى من المحادثات، هذه المرة بين الوفد الروسي والمسؤولين الأمريكيين.
رغم الجهود المكثفة لتقريب وجهات النظر بين طرفي الصراع في الحرب الدائرة منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022، لا تزال المعارك مستمرة، حيث تتعرض كل من أكرانيا وروسيا لضربات متبادلة.
وفي هذا السياق، تسعى الولايات المتحدة وأوكرانيا، على الأقل، إلى التوصل لاتفاق يوقف مؤقتاً استهداف منشآت الطاقة، التي تعرضت لأضرار جسيمة على مدار أكثر من ثلاث سنوات من القتال.
“بداية المسار”
ويتضمن جدول أعمال الاجتماع “مقترحات ترمي إلى حماية منشآت الطاقة وتلك الأساسية”، وفق عمروف.
وسبق أن أبدت أوكرانيا استعدادها لهدنة “عامة” غير مشروطة.
وشددّ الكرملين على أن الاتفاق بين واشنطن وموسكو يقتصر على وقف أعمال القصف التي تطال منشآت الطاقة لدى الطرفين.
وبادر المتحدّث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إلى خفض سقف التوقّعات المرتبطة بالمحادثات قائلاً للتلفزيون الروسي الأحد: “هذا موضوع معقد للغاية ويتطلب الكثير من العمل”.
وأضاف “ما نزال في بداية هذا المسار”، أي مسار تسوية النزاع الذي اندلع إثر الغزو الروسي لأوكرانيا.
وفي مؤشّر إلى التباينات في وجهات النظر، يترأس الوفد الأوكراني وزير الدفاع رستم عمروف، في حين قرّر بوتين إيفاد مبعوثين أدنى رتبة هما سناتور ودبلوماسي سابق ومسؤول في جهاز الأمن الداخلي.
وضم الوفد الأوكراني أيضاً المستشار العسكري الرئاسي بافلو باليسا ومدير مكتب زيلينسكي أندري يرماك، ووزير الخارجية أندري سيبيها.
أما الوفد الروسي فقد ضم غريغوري كاراسين وهو دبلوماسي مخضرم، ورئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد، وسيرغي بيسيدا وهو مستشار رئيس جهاز الأمن الفيدرالي.
اتفاق الحبوب
وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن المحادثات بين الولايات المتحدة وروسيا ستركز على “استئناف العمل” باتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، الذي يعتبر إحدى نقاط الخلاف بين الطرفين، دون الإشارة إلى أي وقف محتمل للقتال.
وكانت المبادرة، التي دخلت حيز التنفيذ في 2022 واستمرت حتى 2023، قد أتاحت لأوكرانيا تصدير حبوبها رغم انتشار الأسطول الروسي في المنطقة، مما أسهم في إمداد العالم بالغذاء.
وانسحبت موسكو عام 2023 من الاتفاق الذي توسطت فيه تركيا والأمم المتحدة، متهمة الغرب بعدم الوفاء بالتزاماته بتخفيف العقوبات على صادرات روسيا من المنتجات الزراعية والأسمدة.
وأكّد بيسكوف “نعتزم الاثنين مناقشة موافقة الرئيس بوتين على استئناف العمل بما يسمى مبادرة البحر الأسود، وسيكون مفاوضونا مستعدين لمناقشة الفروقات الدقيقة حول هذه المشكلة”.
صدر الصورة، Getty Images
وصرّح موفد الرئيس الأمريكي ستيف ويتكوف لقناة فوكس نيوز “أعتقد أنكم سترون في السعودية الاثنين تقدماً حقيقياً، لا سيما في ما يتعلق بوقف إطلاق النار في البحر الأسود على السفن بين البلدين. ومن ثم، ستتجه الأمور بشكل طبيعي نحو وقف إطلاق نار شامل”.
المعارك مستمرة
في موازاة الجهود الدبلوماسية، أعلن الجيش الأوكراني الأحد عن استعادته قرية صغيرة في منطقة لوغانسك الشرقية، في تقدّم نادر لقوّاته في المنطقة التي سيطرت عليها روسيا بشكل شبه كامل منذ 2022.
وأعلن الجيش الروسي الذي يحرز تقدّماً ميدانياً كبيراً، السيطرة على بلدة سريبنيه في الشرق الأوكراني.
وليل السبت – الأحد، تعرّضت العاصمة كييف لهجوم روسي “مكثّف” بواسطة المسيّرات، بحسب السلطات المحلية.
في أعقاب هذا القصف الجديد، حضّ الرئيس الأوكراني حلفاءه على ممارسة “ضغوط” على موسكو من أجل “وضع حد” للنزاع، في حين ندّد وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيغا بـ”الإرهاب المنهجي” الروسي الذي “يقوض جهود السلام”.
وتسعى أوكرانيا، ردّاً على الضربات التي تستهدف أراضيها يومياً منذ أكثر من ثلاث سنوات، إلى زعزعة السلسلة اللوجستية للجيش الروسي من خلال استهداف مواقع عسكرية أو منشآت للطاقة مباشرة على الأراضي الروسية.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية من جانبها صدّ 59 مسيّرة أوكرانية ليل السبت الأحد.
وفي منطقة روستوف الروسية (جنوب-غرب)، قتل رجل في ضربة لمسيّرة على سيّارته، بحسب الحاكم الإقليمي الروسي يوري سليوسار.