أخبار منوعة محلي
الدوحة في 04 يناير /قنا/ نوه عدد من المصورين بأهمية دور فنون التصوير في توثيق المعالم التاريخية والعمارة التراثية، وإبراز جمالياتها الفريدة، ما يعزز الوعي بقيمتها الثقافية ويحفز المجتمع على الحفاظ عليها.
وأكدوا في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية “قنا” أن القلاع والعمارة التراثية القطرية تمثل شواهد حضارية ملهمة تروي قصصا عميقة عن أصالة الإنسان والمكان، مما يساهم في تعزيز الهوية الوطنية وإحياء التراث الثقافي.
وفي هذا السياق، تطرق المصورون إلى تجاربهم الشخصية في تصوير هذه المعالم، مع تسليط الضوء على كيفية تأثير التقنيات الحديثة في توثيق جمالياتها بالإضافة إلى رؤيتهم لمستقبل فن التصوير في ظل التطورات التكنولوجية.
وأكد المصور عبد الله المصلح في تصريح لـ”قنا” أن القلاع والعمارة التراثية القطرية تحمل أهمية كبيرة باعتبارها رموزا تاريخية تعكس عصورا ماضية وقيمة وطنية كبيرة، حيث شيدت أغلب هذه المعالم لأغراض دفاعية وحماية البلاد، وتحتفظ بذاكرة حافلة بالقصص التي تهم الجميع، وخصوصا المصورين الذين يسعون إلى توثيق هذه اللحظات المهمة للأجيال القادمة.
وأوضح أن هدفه كمصور هو توثيق هذه المعالم لإبراز جمالها والحفاظ عليها، مشيرا إلى أهمية بناء أرشيف من الصور التي ترصد التغيرات التي قد تطرأ على هذه المعالم بسبب العوامل الطبيعية أو الزمن لإثراء ذاكرة الأجيال القادمة بهذه المعالم والآثار، وتمكينهم من التعرف عليها.
وأكد حرصه على المشاركة بأعماله التي توثق المعالم التاريخية في المعارض والمحافل الدولية، لأنها تعكس تراث قطر وتعرف الآخرين على جوانب مشرقة من التاريخ، منوها إلى أن صورتين من أعماله حصلتا على جوائز في المسابقة الدولية للتصوير البانورامي لعام 2024، الأولى عن المدينة من جزيرة اللؤلؤة، والثانية من أعمال التصوير الليلي من منطقة العامرية.
وحول أسلوبه في التصوير، أشار المصلح إلى أن أفضل الأوقات لتصوير المعالم التاريخية تكون عند الشروق والغروب، وفي الأجواء الغائمة التي تضفي ألوانا جميلة على الصور، مما يجعل التوثيق الفني يكتمل بالجماليات.
وكان المصلح قد جسد هذه الرؤية في معرضه الشخصي عام 2017 بعنوان “قطر بين الغروب والشروق”، والذي ضم مجموعة من الأعمال التي صورت معالم الطبيعة والعمارة والتراث والآثار في قطر، وهو مشروع طموح ينوي استكماله بعمل نسخة إضافية ثانية.
وفيما يتعلق بتطور فن التصوير، أشار المصلح إلى أن التكنولوجيا الحديثة، بما في ذلك الكاميرات الرقمية والذكاء الاصطناعي، قد أثرت بشكل إيجابي على هذا المجال، لكنها ليست بديلا عن الفنان نفسه، مؤكدا أن قيمة الصورة تكمن في أسلوب المصور وطريقته في توظيف المعدات و التكنولوجيا.
ونوه بأن فنون التصوير في قطر تشهد ازدهارا مستمرا، مع إقبال كبير من الشباب والمواهب الجديدة.
من جانبه، رأى المصور عبد الهادي المري في تصريح مماثل لـ”قنا” أن المباني التاريخية والتراثية تعتبر “صندوقا أسود” يعكس قصص الأمم والحضارات، فالصروح المعمارية هي أفضل شواهد على التاريخ وعطاء الأسلاف.
وأكد أن العمارة المحلية تعد مصدر إلهام للمبدعين في مختلف المجالات الفنية، مشيرا إلى أن المصورين يلعبون دورا هاما في الحفاظ على هذا الإرث الحضاري من خلال تسليط الضوء على الجماليات المعمارية وسرد القصص البصرية المتعلقة بها.
وأوضح أنه كمصور يركز على الشكل والعناصر والأسلوب في العمارة، التي تعكس فلسفة اجتماعية عميقة، مشيرا إلى أن تصميم المباني المترابط يعكس حاجة السكان لتهوية مستدامة، بينما توفر الجدران المحيطة خصوصية لسكان البيوت، مما يعكس فلسفة متميزة للأمة وأسلافها.
ونوه المري بأنه يفضل تصوير العمارة من الزوايا العلوية أو الجوية لإبراز الشكل العام للمبنى من منظور مختلف لأن الزوايا العلوية تجتذب العين البشرية، كما يفضل استخدام العدسات الواسعة في حالة التصوير الأرضي لتوضيح تفاصيل المعمار المحلي الذي يتسم بالبساطة والتناسق مع البيئة المحيطة.
وفيما يتعلق بمستقبل التصوير في ظل التطور التكنولوجي، أشار المري إلى أن المستقبل يبدو واعدا في مجال الفنون البصرية وصناعة المحتوى البصري بفضل التحسينات التقنية وظهور الذكاء الاصطناعي، ما يفتح آفاقا واسعة للمصورين والمبدعين.
وأضاف أن الوعي بالفن ودوره أصبح أكبر لدى الناس، كما أن المحتوى التعليمي لفنون التصوير بات أكثر توافرا، مما ينعكس إيجابا على المجال الفني بشكل عام وعلى التصوير بشكل خاص.
من جهتها أوضحت المصورة مها راشد العذبة في تصريح لـ”قنا” أن العمارة التراثية والقلاع التاريخية يعتبران مصدرا غنيا للإلهام والإبداع الفني، مشيرة إلى أن الصور التي تعكس التراث الثقافي أو الأماكن التاريخية تجتذب الانتباه لأنها تثير الفضول وتستحضر مشاعر الانتماء والفخر.
وأكدت أن جمال التفاصيل والنقوش الزخرفية يضفي على الصور عمقا فنيا ويبرز تاريخ المكان وقصته، كما أن القلاع والمعالم التراثية تتمتع برمزية ثقافية وتاريخية تثرى الصورة بمعان متعددة، مما يجعلها مثالية للإبداع الفني.
وتستخدم المصورة مها راشد العذبة أسلوبا متميزا في تصوير العمارة التراثية، حيث تركز على إبراز التفاصيل الجمالية والرمزية للمباني التاريخية، كما تعتمد في أعمالها على الضوء والظل لإظهار النقوش والزخارف المعمارية، مما يضفي على الصور عمقا وروحا تعكس أصالة المكان.
وتسعى من خلال أعمالها إلى توثيق التراث المعماري بأسلوب يجمع بين الدقة التاريخية والجمال البصري، مما يسهم في تعزيز الهوية الثقافية وزيادة الوعي بأهمية الحفاظ على المعالم التاريخية.
وأكدت العذبة أن الصور تلعب دورا مهما في صون التراث من خلال توثيق القلاع والمعالم التراثية بدقة، وتحفيز الأفراد والمؤسسات على الحفاظ عليها فضلا عن المساهمة في تعزيز الوعي بقيمة هذه المعالم مما يمكن الأجيال القادمة من فهم تاريخها وتقدير قيمتها إلى جانب التأثير الإعلامي والفني، حيث تثير اهتمام الرأي العام وتحث على التصدي لأي تهديدات تواجهها.
وأوضحت المصورة مها العذبة أن الصور تعتبر وسيلة راقية للتعريف بجمال وأهمية المعالم التاريخية، حيث تشجع الناس على زيارتها والتعرف على قيمتها الثقافية، مما يعزز السياحة الثقافية ويساهم في الحفاظ على هذه المواقع.
وأكدت أن هذه الصور تسهم في نشر الوعي بأهمية الحفاظ على القلاع التاريخية والتراث المعماري من خلال تسليط الضوء على جمالها وتاريخها، معتبرة أن الصور الموثقة لهذه المعالم تعد مرجعا مهما لعمليات الترميم، حيث تساعد المختصين في استعادة التفاصيل الدقيقة التي قد تكون تعرضت للضرر.
وفيما يتعلق بمستقبل التصوير، ترى العذبة أن بروز التكنولوجيا والكاميرات الرقمية يعزز من آفاق الإبداع في هذا المجال، مشيرة إلى أن الابتكارات التقنية المتواصلة تعيد تعريف حدود التعبير الفني.
وأوضحت أن أبرز ملامح هذا المستقبل تتمثل في التحسين المستمر في جودة الصور ودقتها، بالإضافة إلى استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل المشاهد وتحسين الصور تلقائيا، مثل تعديل الإضاءة، تصحيح الألوان، وإزالة العيوب خاصة وأن الهواتف الذكية المزودة بكاميرات متطورة وبرمجيات تصوير تسهم في جعل التصوير متاحا للجميع.
وأكدت أنه مع ظهور التكنولوجيا الحديثة والطائرات بدون طيار “Drones”، أصبح التصوير أداة مبتكرة لرواية القصص، واستكشاف العالم، والتعبير عن الأفكار بطريقة لم تكن ممكنة من قبل.