رويترز
من آندرو ميلز ونضال المغربي ومعيان لوبيل
الدوحة/القاهرة/القدس (رويترز) – استأنف مفاوضون في الدوحة يوم الثلاثاء محادثات رامية لوضع اللمسات النهائية على تفاصيل خطة لإنهاء الحرب في غزة، وقال وسطاء وطرفا الصراع إن الاتفاق بات أقرب من أي وقت مضى.
ولم تصدر أي تعليقات حتى الآن عن نتائج المحادثات بعد أكثر من ست ساعات على بدء المناقشات.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري في مؤتمر صحفي إن المحادثات المتعلقة بالتفاصيل النهائية جارية بعد تقديم مسودة اتفاق لإسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس). وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن الاتفاق بات قريبا.
وقالت حماس “أكدت قيادة الحركة والقوى المختلفة على استمرار التواصل والتشاور حتى إتمام اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الذي وصل إلى مراحله النهائية”، وعبرت عن الأمل في “أن تنتهي هذه الجولة من المفاوضات باتفاق واضح وشامل”.
وقال مسؤول إسرائيلي إن المحادثات وصلت إلى مرحلة حاسمة لكن لم يتسن الاتفاق بعد على بعض التفاصيل. وأضاف “نحن قريبون، ولكن لم نصل (لاتفاق) بعد”.
وقالت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين إنها سترسل وفدا رفيع المستوى إلى الدوحة مساء يوم الثلاثاء “للمشاركة في التفاصيل النهائية لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة”. وتحتجز الحركة أيضا رهائن في غزة.
وقال بايدن في كلمة ألقاها يوم الاثنين لسرد إنجازاته في السياسة الخارجية “الاتفاق… من شأنه أن يحرر الرهائن ويوقف القتال ويوفر الأمن لإسرائيل ويسمح لنا بزيادة المساعدات الإنسانية بشكل كبير للفلسطينيين الذين يعانون بشدة في هذه الحرب التي بدأتها حماس”.
وإذا نجحت تلك المساعي، فسيتوج اتفاق وقف إطلاق النار المرحلي جهود محادثات متقطعة على مدى ما يزيد على عام بعد أن أدت الحرب إلى مقتل عشرات الألوف من الناس وتدمير معظم أنحاء قطاع غزة ونزوح كل سكانه تقريبا، ولا تزال تقتل العشرات كل يوم.
ومن شأن الاتفاق أن يخفف أيضا التوتر في الشرق الأوسط حيث أشعل القتال مواجهات بالضفة الغربية ولبنان وسوريا واليمن والعراق وأثار مخاوف من اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وإيران.
كما سيؤدي الاتفاق إلى عودة رهائن إلى إسرائيل من بين نحو 100 رهينة ما زالوا محتجزين منذ هجمات السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 التي شنتها حماس وأدت إلى اندلاع الحرب، مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن خلال كلمة ألقاها في واشنطن تحدث فيها عن خطة ما بعد الحرب في غزة إن الأمر متروك لحركة حماس لقبول الاتفاق القابل للتنفيذ.
وانتابت عائلات الرهائن في إسرائيل حالة من القلق. وقالت ميراف ليشم جونين، التي أطلق مسلحون النار على ابنتها رومي البالغة من العمر 24 عاما واحتجزوها رهينة خلال مهرجان موسيقي وقت الهجوم، لمحطة 103 الإذاعية إن عائلتها تنتظر عودة ابنتها بفارغ الصبر منذ أشهر.
وأضافت “علينا أن نبقي أقدامنا على الأرض. ولكن يجب أن تكون رؤوسنا في السحاب”.
وقال مسؤول إسرائيلي إن المرحلة الأولى من الاتفاق ستتضمن إطلاق سراح 33 رهينة، بينهم أطفال ونساء ومجندات ورجال فوق الخمسين وجرحى ومرضى وانسحابا تدريجيا جزئيا للقوات الإسرائيلية.
وقال مصدر فلسطيني إن إسرائيل ستفرج في المقابل عن ألف سجين فلسطيني خلال المرحلة الأولى التي ستستمر لمدة 60 يوما.
أما الرهائن الذين من غير المرجح أن يكونوا ضمن المجموعة الأولى المفرج عنها، فقد استبد القلق بعائلاتهم. وبينما كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعقد اجتماعات مع أقارب بعض الرهائن، كان آخرون يحتجون خارج مكتبه.
وقال روبي تشين، الذي قُتل ابنه الجندي إيتاي في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 ولا تزال جثته في غزة منذ ذلك الحين “يجب على رئيس الوزراء أن يبرم صفقة تشمل جميع الرهائن، ومنهم ابني. لقد أنقذ الكثير من الناس، ولا يستحق أن يتعفن في غزة”.