أخبار متنوعة محلية
الدوحة في 16 أبريل /قنا/ تتميز الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك بصبغة خاصة تمتزج بين الروحانية والمادية، حيث يستغل الكثير من المسلمين هذه الأيام الفضيلة لتكثيف العبادات والتضرع إلى الله وربما تعويض ما فاتهم من صلوات وعبادات تطوعية.
وفي كل سنة في رمضان يترقب المسلمون حول العالم حلول العشر الأواخر من رمضان ليتحروا ليلة القدر، وهي الليلة التي نزل فيها القرآن تصديقا لقوله تعالى “إنا أنزلناه في ليلة القدر”، وهي الليلة التي سماها القرآن ليلة مباركة “إنا أنزلناه في ليلة مباركة”، والبركة كلمة جامعة لمعاني الخير، وقد نص القرآن على هذا الخير الذي ما فوقه خير “ليلة القدر خير من ألف شهر”.
وتتميز الأيام الأخيرة من رمضان في دولة قطر بأجواء روحانية تغذي إيمان النفس، وتحفز على مزيد من التقرب إلى الله فيما تبقى من الشهر الفضيل، حيث يجتهد المسلمون في العبادات والدعاء والتضرع إلى الله عز وجل.
وتحث وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المسلمين على الاجتهاد ومضاعفة الطاعة في العشر الأواخر من شهر رمضان.
وتؤكد الوزارة على أهمية العشر الأواخر من رمضان، والحرص فيها على إخراج زكاة الفطر، وذلك قبل أيام قليلة من انقضاء الشهر.
وترجى في العشر الأواخر من رمضان ليلة القدر، التي جعل الله العمل فيها خيرا من ألف شهر، وقد أخفاها الله ليرى تنافس عباده المؤمنين فيها بأنواع العبادات، وهي فرصة للمسلمين للاجتهاد لعمل الخير والتضرع إلى الله.
ويحرص المسلمون فيما تبقى من أيام شهر رمضان على تأدية زكاة الفطر التي تعتبر زكاة أبدان تجب على الصغير والكبير، والذكر والأنثى، وهي طهرة للصائمين، وطعمة للمساكين، والواجب إخراجها من قوت البلد؛ لأن النبي (صلى الله عليه وسلم) لم يشترط في ذلك نوعا معينا، ولأنها مواساة، وليس على المسلم أن يواسي من غير قوته.
ومقدار زكاة الفطر عن الشخص الواحد كيلوان ونصف من غالب قوت البلد التي وجبت فيه، وتعطى للفقراء والمساكين، ويجزئ دفع القيمة إن تعينت المصلحة في ذلك، وتقدر بـ 15 ريالا قطريا، ويجوز أن تدفع زكاة فطر الجماعة إلى فقير واحد، ولا يجوز تعمد تأخيرها إلى بعد صلاة العيد، ولكن من نسي فأخرجها بعد الصلاة فلا شيء عليه.
وتعد الأيام الأخيرة من رمضان زادا روحيا خاصا، حيث يزيد إقبال المسلمين على المساجد لأداء صلاتي التراويح والتهجد (القيام)، ومنهم من يعتكف في بيت الله تعالى، للتفرغ لعبادة الله وحده.
ويعتبر العلماء المسلمون والفقهاء أن العشر الأواخر من رمضان هي بمثابة “نهاية الدورة التدريبية على المعاني الإيمانية، والعبادات القلبية والجسدية”، ويحثون المسلم على أن يستفيد من هذه الأيام المباركة في آخر رمضان بأقصى فائدة من زيادة الإيمان، وعمل الصالحات والطاعات.
ويدعو علماء المسلمين في هذه الأيام الى الإكثار من الصلاة والدعاء والمحافظة على السنن الراتبة، خاصة المؤكدة.
وأفضل عبادة في ليل العشر الأواخر هي الصلاة وطول القيام وقراءة القرآن والتدبر في معانيه، وذلك لأن القرآن في الليالي العشر هو زاد الروح ومصدر المعرفة، ويعصم من الفتن، إلى جانب أهمية الإكثار من ذكر الله تعالى، وأن ينهل المسلم فيما تبقى من رمضان من الذكر قدر استطاعته.
وكانت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية قد حددت 111 مسجدا في مختلف مناطق الدولة، لإحياء سنة الاعتكاف في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك للعام الحالي.
ودعت الوزارة الراغبين في الاعتكاف إلى الحرص على تعلم فقه الاعتكاف الشرعي والنافع الموافق للهدي النبوي الشريف، والالتزام بالاعتكاف في المساجد المحددة، والتي روعي في تحديدها الموقع الجغرافي، وكون المسجد جامعا، فضلا عن جاهزية مرافقه لخدمة المعتكفين.
كما اشترطت وزارة الأوقاف ألا يقل سن المعتكف عن 18 عاما، أو بمرافقة ولي الأمر إن كان عمر المعتكف أقل من ذلك، على أن لا يقل عن 8 أعوام، مشددة على أهمية النظافة الشخصية ونظافة مكان الاعتكاف، والمحافظة على ممتلكات المسجد كونها موقوفة على المسلمين جميعا، مع الحرص على عدم إزعاج المصلين بالأحاديث الجانبية، وإيذاء أهل المسجد عامة.
وفي المقابل يحرص المسلمون في قطر على استكمال التجهيزات لاستقبال عيد الفطر المبارك، حيث تشهد الأسواق حركة غير مسبوقة، وإقبالا كبيرا لاقتناء الملابس الجديدة وكل ما يلزم للعيد.
وتتواصل الاستعدادات لعيد الفطر المبارك حتى آخر ليلة من ليالي رمضان أو ما تعرف بـ “ليلة العيد”.
وتتميز أجواء آخر رمضان في قطر بمظاهر خاصة، حيث تفتح المحلات التجارية حتى ساعات متأخرة من الليل، وتكون الحركة في الأسواق نشطة جدا، خاصة في سوق واقف الذي يشهد إقبالا كبيرا من الزبائن نظرا لما يحتويه من بضاعة تلبي متطلبات الأسر القطرية.
ويجهز الرجال في قطر أنفسهم قبل العيد بوقت كاف من خلال التوجه إلى محلات الخياطة لتفصيل ثوب العيد، ويركزون في آخر أيام رمضان على التوجه إلى المتاجر لاقتناء الغترة والعقال.. ومنهم من يفضل ارتداء البشت وهو البردة التي تلبس فوق الثوب في المناسبات الخاصة والمهمة.
وكذلك فإن النساء يحرصن على شراء الملابس الجديدة لهن ولأبنائهن، حيث يشترين الملابس العصرية أو الجلاليب المطرزة إلى جانب الفساتين للصغيرات.
كما أن الحلويات تحظى بأهمية خاصة في العيد.. وتسمى في قطر الحلويات التي تقدم للضيوف يوم العيد بـ “الفالة”، وتحتوي على حلويات شعبية مثل العصيدة واللقيمات والبلاليط والخبيص، وحاليا تضم أيضا بعض الحلويات الشرقية كالكنافة والبسبوسة، فضلا عن الفواكه المتعددة التي تقدم للضيوف.
كما أن “العود والبخور” يعتبران من سمات البيت الخليجي نظرا لأنهما يمثلان علامة على كرم الضيافة، حيث تزدهر تجارة العود والبخور في العشر الأواخر من رمضان، ويكثر الطلب عليهما إلى جانب العطور الأخرى، حيث يستخدم العود الرجال والنساء على حد سواء.