رويترز
أنقرة (رويترز) – قال حزب المساواة وديمقراطية الشعوب المؤيد للأكراد يوم الجمعة إن تركيا قررت السماح لأعضاء الحزب في البرلمان بإجراء محادثات وجها لوجه مع عبد الله أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني في سجنه الواقع في جزيرة، في أول زيارة من نوعها منذ ما يقرب من 10 سنوات.
وطلب حزب المساواة وديمقراطية الشعوب الزيارة الشهر الماضي، بعد وقت قصير من توسيع حليف رئيسي للرئيس التركي رجب طيب أردوغان اقتراحا يهدف لإنهاء الصراع المستمر منذ 40 عاما بين الدولة وحزب العمال الكردستاني المحظور.
ويقضي أوجلان حكما بالسجن مدى الحياة في سجن بجزيرة إمرالي جنوب إسطنبول منذ القبض عليه قبل 25 عاما.
وأطلق دولت بهجلي زعيم حزب الحركة القومية، هذه الدعوة بعد شهر من اقتراحه بأن يعلن أوجلان نهاية التمرد مقابل إمكانية إطلاق سراحه.
ووصف أردوغان اقتراح بهجلي الأولي بأنه “فرصة تاريخية”. وبعد أحدث دعوة الشهر الماضي، قال أردوغان إنه يتفق تماما مع بهجلي في كل القضايا وإنهما يعملان في وئام وتنسيق.
وقال أردوغان في البرلمان “بصراحة، الصورة أمامنا لا تسمح لنا بأن نكون متفائلين للغاية. ورغم كل هذه الصعوبات، فإننا نفكر في ما يمكن القيام به من منظور بعيد المدى يركز ليس فقط على اليوم ولكن أيضا على المستقبل”.
وينتقد بهجلي بانتظام السياسيين المؤيدين للأكراد باعتبارهم أدوات لحزب العمال الكردستاني، وهو ما ينفيه السياسيون.
وشارك سلف حزب المساواة وديمقراطية الشعوب في محادثات السلام بين أنقرة وأوجلان قبل عقد من الزمن، وكان آخر لقاء معه في أبريل نيسان 2015. وانهارت عملية السلام ووقف إطلاق النار بعد فترة وجيزة، مما أطلق العنان للمرحلة الأكثر دموية من الصراع.
وقال حزب المساواة وديمقراطية الشعوب إن النائب سيري ثرية أوندر والنائبة برفين بولدان، اللذين التقيا أوجلان في إطار محادثات السلام في ذلك الوقت، سيسافران إلى جزيرة إمرالي يوم السبت أو يوم الأحد، حسب الظروف الجوية.
وتصنف تركيا وحلفاؤها الغربيون حزب العمال الكردستاني على أنه جماعة إرهابية. وقتل أكثر من 40 ألف شخص في القتال، الذي كان في الماضي يتركز في جنوب شرق البلاد الذي تقطنه أغلبية كردية، لكنه يتركز الآن في شمال العراق، حيث يتمركز حزب العمال الكردستاني.
وينظر إلى عدم الاستقرار الإقليمي المتزايد والواقع السياسي المتغير على أنها عوامل وراء محاولة إنهاء الصراع مع حزب العمال الكردستاني. وفرص النجاح غير واضحة حيث لم تقدم أنقرة أي أدلة على ما سيترتب على ذلك.
ومنذ الإطاحة ببشار الأسد في سوريا هذا الشهر، أصرت أنقرة مرارا على ضرورة تفكيك قوات وحدات حماية الشعب الكردية، التي تعتبرها امتدادا لحزب العمال الكردستاني، مؤكدة أن المجموعة ليس لها مكان في مستقبل سوريا.
ووحدات حماية الشعب هي المكون الرئيسي لقوات سوريا الديمقراطية المتحالفة مع الولايات المتحدة.
وفي مقابلة مع رويترز الأسبوع الماضي، اعترف قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي بوجود مقاتلين من حزب العمال الكردستاني في سوريا لأول مرة، قائلا إنهم ساعدوا في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية وسيعودون إلى ديارهم إذا جرى الاتفاق على وقف إطلاق النار الكامل مع تركيا، وهو مطلب أساسي من أنقرة.
وواصلت السلطات في تركيا اتخاذ إجراءات صارمة ضد أنشطة حزب العمال الكردستاني المزعومة. وفي الشهر الماضي، استبدلت الحكومة خمسة رؤساء بلديات مؤيدين للأكراد في مدن جنوب شرق البلاد بسبب علاقاتهم المشتبه بها مع حزب العمال الكردستاني، في خطوة أثارت انتقادات من حزب العمال الكردستاني وآخرين.