/العمانية/
إسطنبول
في 18 ديسمبر /العُمانية/ احتلت السينما التركية خلال السنوات الأخيرة مكانة مهمة
في الوسط السينمائي العالمي وذلك لما حققته من تطورات مهمة من الناحية التقنية،
وما اتبعته من منهجيات في المنحى القصصي والسردي لأفلامها.
وحول
تاريخ السينما التركية بين الماضي والحاضر يقول الناقد السينمائي التركي مصطفى
يشار في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية إنَّ التحولات في السينما التركية بدأت
منذ منتصف التسعينيات لتصبح خلال السنوات الأخيرة النقطة البارزة في صناعة السينما
التركية ما خلص بالإيجاب إلى نيل أفلامها جوائز مهمة تقدمها مهرجانات عالمية مثل
مهرجان كان بفرنسا ومهرجان الدب الذهبي ببرلين.
وأضاف:
“يجب الإشارة هنا إلى أنَّ السينما التركية قد عاشت فترة سبات دامت لسنوات مع
أنّ ازدهارها كان خلال فترة السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي إلا أنها
شهدت تطورًا كبيرا خلال العقدين الماضيين، وأشهر مثال على تطورها الأفلام الطموحة
التي طرقت أبواب النجومية العالمية”.
وتعد
السينما التركية جزءا لا يتجزأ من الثقافة الشعبية التركية، فتركيا كانت في
الستينيات والسبعينيات ذات معدل في إنتاج الأفلام وصل إلى 225 فيلما في السنة خامس
أكبر منتج للأفلام في العالم، وفي عام 1972 تحديدًا وصل الإنتاج إلى 300 فيلم،
وحينها حققت المركز الثالث عالميا في إنتاج الأفلام وأطلق على الفترة من 1963 إلى
1975 “العصر الذهبي” للسينما التركية.
واليوم
ومع خروج أكثر من مائتي فيلم تركي للصالات بحسب إحصائيات أخيرة في تركيا فإنّ ثمّة
حركة سينمائية مهمة مع قادمين جدد يقدمون سينما ذات ميزانية قليلة بأساليب متعددة
ومواضيع منوّعة وغنية تُبدي مكانة الفرد في المجتمع وتحولات المجتمع التركي
المعاصر، سينما تُحرّك مشاعر عميقة وتحثّ على تأمل في الذات وفي العالم من حولنا.
ويمكن
القول بأنّ الفضل يعود في ذلك ليس فقط في عدد المخرجين السينمائيين المتزايد في
الفترة الأخيرة، إنما في النمط الإخراجي المميز الذي يتبعونه؛ ما يعني أنَّ الجهود
المتبعة خلال هذه السنوات في هذا المجال قد نجحت في إظهار التميز والخصوصية التي
ينفرد بها مخرج عن آخر في عمله، وذلك بعد التحدي الذي رُفع ضد ما يسمى
“بالسينما المقلدة” أي السينما التي تعتمد في تقنياتها وحتى في أسلوبها
السردي على السينما الغربية.
/العُمانية/النشرة
الثقافية/طلال المعمري