أخبار السلطنة
احتفلت وزارة الإعلام ممثلةً بتلفزيون سلطنة عُمان اليوم بمرور 50 عامًا على بدء بث تلفزيون سلطنة عُمان، والذي صادف السابع عشر من نوفمبر عام 1974 م، ويُشكل محطة تاريخية مُهمة في مسيرة الإعلام العُماني ويعكس الاهتمام الذي توليه سلطنة عُمان لهذا القطاع منذ بدايات النهضة المباركة.
وأكد سعادة محمد بن سعيد البلوشي وكيل وزارة الإعلام أن الاحتفاء بمرور 50 عامًا على بدء بث تلفزيون سلطنة عُمان يُذكّر بالأدوار الوطنية الرئيسة التي قام بها خلال هذا الفترة خاصة في ترسيخ قيم الولاء والانتماء لهذه الأرض الطيبة ولجلالة السُّلطان المعظّم وإبراز المنجزات التي حققتها النهضة المباركة، والتطورات الحديثة في نهضة عُمان المتجددة تحت القيادة السامية لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم /حفظهُ اللهُ ورعاهُ /.
وقال سعادته في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية: إنّ البرامج التلفزيونية التي بثها تلفزيون سلطنة عُمان ويواصل بثها تؤكد على السمت العُماني وعلى الهوية العُمانية وعلى الشخصية العُمانية التي عُرف بها منذ التاريخ، وأن تظل حاضرة وراسخة لدى المشاهد مكرسة هذه الشخصية العُمانية وهذا السلوك العُماني وهذا السمت العُماني لدى مختلف الأجيال، وكان التلفزيون مساهمًا في كثير من البرامج مثل الالتقاء بالمواطنين ومشاركتهم في مختلف الفعاليات سواءً كانت فعاليات وطنية أو ثقافية تُظهر عمق الثقافة العُمانية.
وأضاف سعادته أن التلفزيون كان مواكبًا للتطورات التي تحدث في سلطنة عُمان ومتابعًا لكل المشروعات في كل مكان في السهل والجبل، ونقل للمشاهد والمتلقي في الداخل أو الخارج تطورات النهضة العُمانية التي شملت الإنسان وكل مناحي الحياة من مدارس ومستشفيات وطرق منذ بداية عام 1970 وحتى الوقت الحالي.
وذكر سعادته أنّ تلفزيون سلطنة عُمان واكب من خلال برامجه كل ما يتعلق بالتاريخ والتراث العُماني وقدم العديد من البرامج والمسلسلات التي توثق لرموز التاريخ العُماني من علماء ومفكرين وقامات كبيرة في الثقافة والعلم والتاريخ، واستطاع أن يوصل هذه المعلومات للمشاهد العُماني والمتابع للتلفزيون في الخارج.
ولفت سعادته إلى أنّ تلفزيون سلطنة عُمان منذ بداياته عام 1974 قام بترسيخ قيم المواطنة والهوية والتراث وتعزيز الولاء لهذا الوطن العزيز ولجلالة السُّلطان المعظم من خلال برامجه وعبر لقاءاته مع المواطنين والمثقفين والكتّاب والأدباء واستطاع أن يوصل هذه الرسالة.
وأضاف سعادته أنّ تلفزيون سلطنة عُمان استطاع أن ينقل الكلمة الصادقة وأن ينقل الصورة الواضحة البينة الحقيقية لكل ما يدور في عُمان من تطورات وإنجازات، وأن يقدم أيضا رؤية عُمان اتجاه الكثير من القضايا المحلية والعربية والعالمية بكل موضوعية ومصداقية.وأكّد سعادته أنّ تلفزيون سلطنة عُمان كان الرسالة الصادقة والناصعة والمرآة التي يرى من خلالها المشاهد العُماني والمتابع من خارج سلطنة عُمان كل المنجزات التي تحققت على هذه الأرض الطيبة.
وبين سعادته أن تلفزيون سلطنة عُمان واكب منذ انطلاقته في 17 نوفمبر 4197م أحدث التقنيات، والمتمثلة في البث التلفزيوني الملون وأصبح يطلق عليه” تلفزيون عُمان الملون”، كما ساهمت التقنيات المساعدة في عمليات البث المباشر من خلال الربط بين محطة تلفزيون سلطنة عُمان في مسقط ومحطة تلفزيون سلطنة عُمان في ظفار في تسهيل نقل الرسائل الإعلامية و الأحداث والفعاليات من مختلف محافظات سلطنة عُمان والتي من بينها الاحتفالات بالعيد الوطني المجيد والفعاليات الرياضية بث برامج متعددة المجالات.
وقال سعادته: إن تلفزيون سلطنة عُمان عمل منذ البدايات على تأهيل الكوادر الإعلامية العُمانية في مختلف التخصصات الوظيفية والتي أثبتت بكفاءة عالية قدرتها من نقل الأحداث والبرامج المباشرة والمسجلة، كما يواصل تأهيل كوادره في جميع مستجدات عمله الحديث.وأكد سعادة وكيل وزارة الإعلام، أن تلفزيون سلطنة عُمان أصبح اليوم يمتلك من التقنيات والأدوات الحديثة ما تمكنه من إيصال رسالته الإعلامية، حيث كانت سلطنة عُمان من أوائل الدول التي أدخلت تقنية البث عالي الجودة (HD)، بالإضافة إلى استخدام تقنيات البث عن بعد في تواصل مباشر مع ضيوف البرامج، وظهر ذلك خلال جائحة كورونا، وإدخال البث التلفزيوني من البث التماثلي (SD) إلى تقنية البث عالي الجودة (HD).
كما أكد سعادته أن سلطنة عُمان من الدول العربية السباقة في اقتناء منظومة المينوس التابعة لاتحاد إذاعات الدول العربية من خلال بث الكثير من المواد البرامجية والتلفزيونية عبر هذه التقنية لمركز الأخبار في الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية الشقيقة وإيصال الرسائل المتعلقة بسلطنة عمان لكل مكان في العالم العربي.
وأضاف سعادته أن إدخال الاستوديو الافتراضي يعد أيضًا من ضمن الجهود الكبيرة التي أدخلت في تلفزيون سلطنة عُمان، ما يساهم في إيصال ونقل المعلومات والبيانات للمشاهد من خلال استخدام الانفو جرافيكس والرسوم البيانية والمعلومات التفاعلية للمشاهد بكل يسر وسهولة، بالإضافة إلى استخدام الشاشات الحديثة التي جاءت بديلًا عن الديكور والتي سهلت تقديم محتوى البرامج، كما تم الاستعانة بالذكاء الاصطناعي في إنتاج كثير من المحتوى البرامجي بالإضافة إلى الاستفادة من منصات وسائل التواصل الاجتماعي في التعريف ببرامج التلفزيون وبث الكثير من البرامج والأعمال التلفزيونية عبرها، لتصبح متاحة لأجيال الشباب، كما تمكن التلفزيون من نقل أعماله عبر منصة “عين” التي تحوي مكتبة إذاعية وتلفزيونية يستطيع المتلقي أن يتابعها ويختار الوقت المناسب ويختار البرامج التي لم يتمكن من مشاهدتها بشكل مباشر أثناء البث التلفزيوني.
ولفت سعادته في ختام تصريحه إلى سعي وزارة الإعلام المستمر في تطوير تلفزيون سلطنة عُمان برامجيا وإدخال التقنيات الحديثة التي تسهل في إيصال المعلومة للمتلقي بكل يسر.
وقد تمكّن تلفزيون سلطنة عُمان على مدار خمسين عامًا من القيام بدور محوري في المشهد الإعلامي المحلي والعربي، ونجح في ترسيخ دوره كمؤسسة إعلامية وطنية بفضل توجهاته الاستراتيجية في تطوير المحتوى والتقنيات وتعزيز دوره كمنبر إعلامي يعكس رؤية سلطنة عُمان نحو مستقبل أكثر إشراقًا وتطورًا.
وبدأ تلفزيون سلطنة عُمان مسيرته بعد أربع سنوات من انطلاق النهضة العُمانية بقيادة المغفور له السُّلطان قابوس بن سعيد /طيّب الله ثراه/ ليصبح نافذة إعلامية تنقل صوت عُمان ورؤيتها إلى العالم، وتعكس الهوية الثقافية والاجتماعية والسياسية وتعزز التواصل مع أبناءالوطن وتدعم مشاركتهم في البناء والتطوير، وعلى مدى العقود الخمسة الماضية، شهد تلفزيون سلطنة عُمان تحولات كبيرة في المحتوى والتقنيات، ومرّ بمراحل تطور مختلفة، ليواكب التغيرات التكنولوجية، وليؤدي أدوارًا رئيسة في نقل الأحداث وتعزيز الوعي الوطني.
وقد بدأت أولى خطوات تلفزيون سلطنة عُمان ببثٍّ محدود في مسقط وبعض المناطق المجاورة باستخدام أجهزة بسيطة قدم من خلالها التلفزيون نشرات الأخبار المحلية، وخطابات السُّلطان، وبرامج تثقيفية للتعريف بالمفاهيم الحديثة للنهضة العُمانية، وعلى مدار السنوات الخمسين الماضية مرّ بمحطات رئيسة أعقبت مرحلة التأسيس وهي مرحلة التوسع التي امتدت لعشر سنوات منذ العام 1980م حيث شهدت توسيع شبكة البث لتغطي أغلب محافظات سلطنة عُمان، كما تم تطوير المحتوى لتقديم برامج تثقيفية وترفيهية، وتطوير البنية الأساسية لشبكة الإرسال.
وفي عام 1990م بدأت مرحلة التحول الرقمي باستخدام تقنيات البث الرقمي لتعزيز جودة الصورة والصوت، مع دخول العالم عصر العولمة، حيث عمل تلفزيون سلطنة عُمان على تحسين نوعية الإنتاج، من خلال إطلاق برامج حوارية تغطي القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية.وواصل تلفزيون سلطنة عُمان مسيرة تطوره من خلال مرحلة البث الفضائي؛ ما مكّنه من وصول القنوات إلى جميع أنحاء العالم، فيما تم إطلاق قنوات متخصصة مثل عُمان الثقافية، وعُمان مباشر، الأمر الذي أتاح تنوع المحتوى ليشمل الأخبار، والثقافة، والرياضة، والتغطيات المباشرة للأحداث الرسمية؛ حيث تجاوز عدد ساعات البث أكثر من 100 ألف ساعة بث سنويًّا تشمل مختلف أنواع البرامج.
ومنذ تأسيس تلفزيون سلطنة عُمان كان له الدور وما يزال في تعزيز الهوية الوطنية عبر بث البرامج التي تُعنى بتراث عُمان وتاريخها العريق، وأدى مهمّته في نقل الأحداث الوطنية الكبرى والخطابات السامية التي عززت روح الانتماء الوطني، وربط مختلف محافظات سلطنة عُمان ببعضها، كما أسهم في نشر الوعي المجتمعي من خلال برامجه التوعوية، ودعم الإنتاج الفني المحلي من خلال الدراما العُمانية وبرامج الترفيه، ونشر الثقافة والتراث العُماني عبر برامج وثائقية وتغطيات المهرجانات التراثية إلى جانب حضوره الرقمي عبر منصات التواصل الاجتماعي، ما ساعد على الوصول إلى شريحة أوسع من الجمهور.
وقد أكد معالي الدكتور عبدالله بن ناصر الحراصي وزير الإعلام في مقابلة مع إذاعة الشباب على أن تلفزيون سلطنة عُمان واكب كل مراحل التطور في المسيرة الطويلة لتطور الإعلام العُماني وقام بأدوار جليلة في تثقيف وتنوير الإنسان العُماني ونشر الوعي، وفي تطوير الفن والترفيه وبث الفعاليات في مختلف المجالات وإنشاء قنوات متخصصة مثل القناة الرياضية والقناة الثقافية وانتهاءً بتطوير المنصات الإلكترونية.
وقال سعيد بن تمان العمري المكلف بأعمال مدير عام تلفزيون سلطنة عُمان: إن تلفزيون سلطنة عُمان حرص طوال مسيرته على إعلاء قيم ومبادئ نهضة عُمان، وأسهم في ترسيخ الهوية الوطنية والقيم النبيلة، وإبراز النجاحات والإنجازات التي تفخر بها عُمان، مبينًا أنه مع تطور الإعلام وتنوع أدواته ظل تلفزيون سلطنة عُمان حصنًا ومساهمًا يُعتمد عليه لمواجهة الشائعات والتضليل، فهو “صوت الحق والحقيقة والمنطق”.
وأضاف أنه على مدى العقود الماضية، لم يكن تلفزيون سلطنة عُمان مجرد قناة تنقل الأخبار، بل كان نافذة على ثقافات متنوعة، وساحة تحتضن المُبدعين والفنانين، لنقل رسائلهم ورؤاهم إلى جمهور واسع، وجسرًا يوصل عبق الحضارة ويعزز التفاهم بين الأمم ومرآة تعكس التنمية في سلطنة عُمان؛ حيث قام بدور مهم في توثيق مختلف الإنجازات التي حققتها البلاد في مختلف المجالات.
وبيّن أن إطلاق قنوات متخصصة في الجانبين الثقافي والرياضي يعد تأكيدًا على تطور تلفزيون سلطنة عُمان، حيث إن الرياضة تجمع القلوب وتعزز الروح الجماعية، فقد كان للتلفزيون دور في تغطية البطولات المحلية والدولية، ورفع العلم الوطني عاليًا في المحافل الرياضية، بالإضافة إلى الحضور وتغطية مختلف الفعاليات الثقافية التي تستهدف المُبدعين والأدباء والمفكرين.
وقال المهندس سعيد بن سالم الشريقي مدير عام الهندسة بوزارة الإعلام: “إن التجهيزات الفنية لاستوديوهات أنظمة بث الإذاعة والتلفزيون في تطور مستمر ومتسارع، ووزارة الإعلام مواكبة لهذه التطورات، وكانت هناك محطات مختلفة للتطور التقني والهندسي لتلفزيون سلطنة عُمان؛ فقد بدأ تلفزيون سلطنة عُمان في عام ١٩٧٤م بتجهيزات ملوّنة مغايرًا لتلفزيونات المنطقة آنذاك التي كانت تبث بالأبيض والأسود، وكان في مبنى يحتوي على أربعة استوديوهات وبمحطات إرسال أرضي في المدن الرئيسية، وباستخدام كاميرات سينمائية وأجهزة تشغيل سينمائية، وفي بداية الثمانينات من القرن الماضي بدأت أجهزة الفيديو (2 بوصة) وتطورت إلى (1 بوصة) ثم إلى أجهزة البيتكام بأشرطة نصف بوصة، وفي عام 2000م بدأ البث عن طريق الأقمار الاصطناعية التي تغطي كافة المنطقة العربية عن طريق أقمار العرب سات، بعدها وقّعت الوزارة اتفاقية أخرى مع العرب سات لإيصال بث القناة العامة لإذاعة وتلفزيون سلطنة عُمان إلى مختلف قارات العالم”.وأوضح أن أبرز المحطات في تطور تلفزيون سلطنة عُمان كانت بافتتاح مجمع الاستوديوهات الرقمية في عام 2013 والذي بُنِي على مساحة إجمالية تقدر بأكثر من 21 ألف متر مربع ويحتوي على أربعة استوديوهات للإنتاج البرامجي، أكبرها بمساحة 700 متر مربع، وثلاثة استوديوهات للبرامج الأخبارية، ومركز أخبار مع ثلاثة استوديوهات للتحكم بالقنوات العامة والرياضية وعُمان مباشر، استخدمت فيها أحدث التقنيات في ذلك الوقت، وهي: تقنية التلفزيون عالي الوضوح HD، مع وجود مكتبة رقمية تتسع لأكثر من ٤٠ ألف ساعة تلفزيونية تعمل في بيئة رقمية خالية من الأشرطة”.
وتطرق في حديثه إلى تقنيات البث والنقل التلفزيوني وقال: أصبح بالإمكان نقل الفعاليات عن طريق الأقمار الاصطناعية بدلًا من خطوط الألياف البصرية، كما تم اقتناء تجهيزات ربط عبر شبكة الجيل الرابع والخامس من أي منطقة تتوفر فيها هذه الشبكة، بالإضافة إلى تطبيق يمكن استخدامه عبر الهواتف الخلوية لعمل المقابلات التلفزيونية مع الأشخاص الذين يتم استضافتهم في النشرات الإخبارية أو البرامج التلفزيونية واستخدم هذا التطبيق في أثناء جائحة كورونا”.
وقال علي بن خلفان الجابري وكيل وزارة الإعلام السابق: “بدايتي مع التلفزيون كانت في منتصف عام 1980م حين التحقت بالعمل كمذيع ربط وكنت قد أنهيت المرحلة الإعدادية، إذ كانت وسائل الإعلام العُمانية تستقطب أبناء البلد مهما كانت أعمارهم وثقافتهم ثم تبدأ في تدريبهم وإكسابهم المهارات اللازمة وهذا ما حدث معي حيث خضعت لدورات تدريبية داخلية ثم خارجية، أسهمت في تكوين خبراتي كمذيع مع استمراري في الدراسة، وفي تلك المرحلة كان هناك جيلان من المذيعين بدأوا مرحلة العطاء مع انطلاق التلفزيون في عام 1974م”.
وأضاف: “تلفزيون سلطنة عُمان بدأ بثّه مباشرة بالبث الملون ولكن أجهزة استقبال ذلك البث لم تكن متوفرة في ذلك الزمن فكان معظم الناس يملكون أجهزة تلفزيون غير ملونة خاصة في الولايات التي لم تكن وصلتها الكهرباء”.وبيّن أن التلفزيون من أقوى الوسائل في ترسيخ الكثير من المفاهيم والمساعدة على نشر توجهات الدولة بكل تفرعاتها؛ إذ إن التعليم الحديث بدأ بالانتشار بعد عام 1970م فضلًا عن عدم مقدرة الصحف على الوصول إلى كل ربوع سلطنة عُمان.
وكذلك الحال بالنسبة للإذاعة، ولذلك أسهم التلفزيون إسهامًا كبيرًا في تعزيز مفاهيم الثقافة وإيصال مضامين توجهات الدولة في سعيها الحثيث لترسيخ المبادئ التي انتهجتها في مسيرة نهضتها، ثم اكتملت مسارات الإعلام بأذرعها الثلاث في تأصيل نظرة الدولة لأوجه الحياة واحتياج المجتمع.
وقال الإعلامي عبدالعزيز بن علي السعدون، مستذكرًا الأيام الأولى لبدء بث تلفزيون سلطنة عُمان: “إنه يوم لا يُنسى في مسيرة الخير والعطاء، يوم خالد في تاريخ عُمان الحديث، كان بداية مرحلة الانطلاقة للإعلام العُماني المرئي، بعد أربعة أعوام على انطلاق البث الإذاعي من بيت الفلج”؛ مضيفًا: “كانت مرحلة محملة بآمال كبيرة لتعريف العالم بنهضة عُمان وشعبها وما حققته خلال السنوات الأربع الماضية”.
وأشار عبدالعزيز السعدون، الذي يُعَدُّ من أبرز الإعلاميين الذين عملوا في الإذاعة والتلفزيون منذ البدايات، إلى أن “تلفزيون سلطنة عُمان مر بالعديد من المحطات منذ انطلاقته، واكب خلالها التحولات السياسية والاجتماعية والفنية”. وحول الدور الوطني للإعلام العُماني، أكد السعدون أن “تلفزيون سلطنة عُمان أسهم بجانب الإذاعة والصحافة في تعزيز الوعي والحس الوطني لأمجاد عُمان، وتراثها الثقافي والحضاري عبر التاريخ، ليرسخ الهوية الوطنية في وجدان الناشئة والمجتمع، وذلك من خلال البرامج التنموية والثقافية والوثائقية، وبرامج الأسرة والطفل والتربية والتعليم”.
وقال المخرج سعيد المالكي: إن تلفزيون سلطنة عُمان مثّل نقلة مهمة في المجتمع العُماني في بدايات عهد النهضة المباركة، وكان التلفزيون يبث الإرسال لساعات معدودة وكان مع الإذاعة الوسيلتان انقل أخبار الوطن للداخل والخارج.وأضاف أن التلفزيون قام بأدوار محورية في تعزيز الثقافة العُمانية ونقل تفاصيلها للمشاهدين والمتابعين من خلال برامج متنوعة، ومن بينها البرامج الوثائقية عبر إنتاج أعمال لنقل الواقع الثقافي المادي والتاريخي لهذا الوطن بمختلف محافظاته وولاياته أظهرت عزيمة المواطن العُماني في الإسهام في البناء الوطني.
وأشار إلى أن الإعلام العُماني في بداياته واجه تحديات كثيرة، منها الواقع الجغرافي الصعب والمتنوع لهذا الوطن العزيز ومواقعه مترامية الأطراف من مسندم إلى ظفار، وكيف أن العمل كان شاقًّا لإيصال بث التلفزيون لكل شبر من أرض الوطن، بالإضافة إلى التحديات في حجم الإمكانات والأجهزة المتاحة للبث وتوفير الأجهزة التلفزيونية المطلوبة في شتى تخصصات العمل التلفزيوني، إلى جانب التحدي الأهم وهو تدريب الكوادر العُمانية التي دخلت هذا المجال والتي أثبتت بعد ذلك قدرتها على قيادة هذا الجهاز الإعلامي المهم بمختلف الكوادر من فنيين ومعدّين ومذيعين ومهندسين. معبرًا عن فخره واعتزازه بكل تلك السنوات والبدايات التي تطورت شيئًا فشيئًا لتصبح ما هي عليه الآن .
واليوم ووزارة الاعلام تحتفل بمرور نصف قرن على بدء بث تلفزيون سلطنة عمان في 17 من نوفمبر 1974م، وهو احتفاء بمرحلة طويلة من البناء النوعي تجاوز الجانب العمراني والتطور التكنولوجي إلى بناء الوعي والمعرفة وترسيخ القيم والمبادئ والشعور بالانتماء الوطني وهي الرسائل التي ميزت خطاب تلفزيون سلطنة عمان طوال العقود الخمسة الماضية من عمره.
لقد واكب خطاب التلفزيون ورسالته، وفي الحقيقة خطاب الإعلام العماني بكل وسائله ومؤسساته، التحولات الكبرى التي عاشتها عُمان خلال الخمسين سنة الماضية وساهم بوعي تام في بناء الملامح العميقة للشخصية العمانية مع مؤثرات أخرى نابعة من عمق المجتمع العماني عبر تاريخه الطويل.
لا يمكن أن نفهم البناء المعرفي والبناء الوطني والبناء المبدئي للشخصية العمانية وتفاعلها الواعي مع الأحداث والمواقف العربية والإقليمية والتزامها بقضايا أمتها العربية وبالقيم والأخلاق الإسلامية وبعادات وتقاليد المجتمع العماني في معزل عن دور الإعلام، وكان لخطاب تلفزيون سلطنة عمان الدور الأكبر خاصة أنه كان الوسيلة الأكثر شعبية ومتابعة من قبل جميع شرائح المجتمع.
ومن حسن الطالع أن تحتفل وزارة الإعلام بهذه المناسبة المهمة المرتبطة بالجميع وسلطنة عُمان تعيش أياما مجيدة بمناسبة عيدها الوطني الذي تستذكر فيه إنجازاتها الكبرى التي أسست لكل هذه النهضة والتقدم والازدهار.. ويملك تلفزيون سلطنة عمان أرشيفا وطنيا ضخما يؤرخ بالصورة والصوت لكل التحولات التي عاصرتها عُمان خلال العقود الخمسة الماضية وهو أرشيف مرجعي في فهم تلك التحولات والتطور الذي عاشه المجتمع العماني في مختلف المسارات.وما زال تلفزيون سلطنة عمان ـ الذي تحول إلى عدة قنوات ومنصات إلكترونية تواكب ما يحدث في العالم ـ يقوم بالأدوار نفسها وخاصة تلك المعنية بصناعة الوعي وترسيخ القيم والمبادئ في لحظة يمر فيها العالم بمآزق كبرى تتآكل فيها القيم لصالح دعوات تنافي الفطرة الإنسانية.وبهذا الفهم للدور الكبير الذي قام به التلفزيون خلال العقود الماضية فإن الاحتفاء يتجاوز وزارة الإعلام ليكون احتفاء وطنيا بمشروع وطني تنويري انعكس تأثيره على البناء العميق للمجتمع وما زال تأثيره مستمرا وإن اختلفت الوسائل الحديثة التي يستخدمها في سبيل ذلك.. فتحية لتلفزيون سلطنة عُمان بكل قنواته وبرامجه التي تساهم في بناء وعينا وترسيخ التزامنا بالقيم الإنسانية والمبادئ التي تأسست عليها عُمان عبر التاريخ الطويل، والتحية موصولة لكل وسائل الإعلام العمانية التي تقوم بالدور التنويري نفسه وبكفاءة عليه والتزام ثابت بالقيم والمبادئ، وكل مناسبة احتفائية مثل هذه المناسبة هي محطة نتطلع منها نحو المستقبل الذي نراه يتشكل بأيدي العمانيين وبإرادتهم القوية ودأبهم الذي لا يلين أبدا ..