BBC العربية
أثار منع قوات الدعم السريع في السودان صادرات سودانية إلى مصر من عبور المناطق التي تسيطر عليها في دارفور وكردفان، مخاوف حول مستقبل وحدة البلاد.
واعتبرت الحكومة السودانية التي يقودها الجيش هذه الخطوة “محاولة لفرض سلطة الأمر الواقع” ورأى فيها البعض مقدمة لمرحلة جديدة من شأنها أن تكرس مفهوم تقسيم السودان بين مناطق تخضع لسيطرة الجيش وأخرى تقع ضمن نفوذ الدعم السريع مثل إقليم دارفور باستثناء مدينة الفاشر ومناطق واسعة في إقليم كردفان والعاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة وسنار.
ويستند اعتبار وقف قوات الدعم السريع تصدير المنتجات والبضائع السودانية إلى مصر، توطئة للتقسيم في رأي خصومها، إثر إعلانها تشكيل ما أطلقت عليها الإدارات المدنية لإدارة شؤون الحكم في المناطق التي تسيطر عليها في دارفور والجزيرة وكردفان تكون وظيفتها تقديم الخدمات وتشكيل قوات للشرطة لحماية المدنيين.
وبالرغم من أن محمد حمدان دقلو حميدتي، قائد الدعم السريع، قد شدد على وحدة السودان “وسيادة أراضيه” خلال خطاب اتهم فيه مصر بقصف قواته بالطيران الحربي. فإن تصريحات لقادته والمقربين من قواته على الأرض ترمي في ما ترمي إليه، طبقا لخصومه إما إلى تقسيم السودان وانفصال بين محافظاته أو منحها حكما ذاتيا على أقل تقدير.
وكانت تعليقات للباشا محمد طبيق، وهو أحد مستشاري قائد قوات الدعم السريع، قد أشارت إلى حاجة قوات الدعم لتشكيل حكومة في مناطق سيطرتها باعتبارها ضرورة قصوى. وأضاف طبيق في تغريدة على منصة “إكس”: “هذه خطوة يجب أن تلقى الترحيب والاعتراف الفوري من المجتمع الدولي للحفاظ على بقاء الدولة السودانية موحدة”.
وعن سؤال لصفحة البرنامج حول ما إذا كانت هذه التصريحات تشير إلى وجود نية لتقسيم أراضي السودان كمخرج من الأزمة، نفى طبيق أن تكون تلك الدعوات توطئة لتقسيم البلاد. وأكد أن قوات حميدتي تصر على وحدة الأراضي السودانية.
تزامن هذا الجدل مع إعلان الجيش السوداني انشقاق القائد العسكري أبو عاقلة محمد أحمد كيكل، عن قيادة قوات الدعم السريع بولاية الجزيرة (وسط البلاد)، وانضمامه إلى القتال في صفوف الجيش الذي أصدر بيانا قال فيه: “انحازَ لجانب الحق والوطن بعد مغادرته لصفوف المتمردين مقررا القتال جنبا إلى جنب مع قواتنا، القائد بالمليشيا أبو عاقلة كيكل، ومعه مجموعة كبيرة من قواته… إن القوات المسلحة ترحب بهذه الخطوة الشجاعة بعد أن تكشف لهم زيف وبطلان دعاوى الدعم السريع”.
ويعد هذا الانشقاق الأول من نوعه في قوات الدعم السريع وتزامن مع تقدم عسكري حققه الجيش في الآونة الأخيرة، وسط اشتباكات مع قوات الدعم في ولاية سنّار في جنوب شرق السودان.
وعلى الصعيد الإنساني، أدت الحرب حتى اليوم إلى مصرع 20 ألف شخص ونزوح حوالي 11.3 مليون آخرين، بينهم نحو ثلاثة ملايين شخص فروا من السودان، وفق مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين التي وصفت الوضع بأنه “كارثة” إنسانية.
ويواجه نحو 26 مليون سوداني خطر انعدام الأمن الغذائي. وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت في أيار/ مايو الماضي أن نظام الرعاية الصحية في السودان انهار، فيما تتعرض المرافق الصحية للدمار والنهب وسط نقص حاد في عدد الموظفين، والأدوية واللقاحات والمعدات.
- حرب السودان: هل يتهدد خطر التقسيم وحدة البلاد؟
- هل هناك نية لدى الدعم السريع بتقسيم البلاد، كما يتهمها خصومها؟
- هل تتوقع حدوث تقسيم لأراضي السودان في حال استمرت الحرب؟
- هل يمكن اعتبار التقسيم حلا لمشكلات البلاد؟
- ماذا يكشف الانشقاق الأخير في قوات الدعم السريع؟
- هل يكون بداية لانهيارها؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الأربعاء23 أكتوبر/تشرين الأول.
خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC
أو عبر منصة إكس على الوسم @Nuqtat_Hewar
يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب
https://www.youtube.com/@bbcnewsarab