السلطنة اليوم
نفذت وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه حملة مسح ومكافحة الجراد الصحراوي في مختلف المحافظات بسلطنة عمان خلال الفترة من 2024/12/22م وحتى تاريخ 21/1/2025م للاطلاع على حالة الجراد الصحراوي ومدى انتشاره ومعرفة الوضع البيئي لهذه المواقع ومدى توفر البيئة المناسبة لتكاثر الجراد الصحراوي من حيث توفر الغطاء النباتي البري وتوفر رطوبة التربة نتيجة لهطول الأمطار خلال الفترة الماضية.
وأوضح الدكتور طارق بن حمود المنذري رئيس قسم مكافحة الآفات بوزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه حول هذه الجهود أن جميع المختصين بالوزارة في مختلف المحافظات يتابعون بشكل دوري ومستمر لحالة الجراد الصحراوي من خلال تنفيذ عمليات المسح والاستكشاف الميداني بمواقع التكاثر المحلية للجراد الصحراوي في مختلف المناطق والمحافظات لمعرفة ورصد أي تطورات قد تحدث من أجل التعامل معها مبكرا. وبالرغم من أن نتائج عمليات المسح والرصد المبكر في معظم المحافظات تشير إلى أن الوضع الحالي للجراد الصحراوي هادئ ومستقر وتحت المراقبة والسيطرة ولكنه يستدعي حالة الاستعداد والتأهب لأي تطورات.
كما سجلت عمليات المسح والرصد الميداني بمحافظة الوسطى ومحافظتي شمال وجنوب الشرقية خلال الفترة من 2024/12/22م وحتى تاريخ 20/1/2025م وجود مجموعات للجراد الصحراوي والتي تصنف فنيا “الحالة الانفرادية” و “الحالة الانتقالية” والتي استدعى قيام الوزارة بالتدخل المبكر من خلال تشكيل حملة مسح ومكافحة للجراد الصحراوي للتعامل مع الوضع القائم والسيطرة عليه، وأفاد الدكتور طارق بأن الحملة تتكون من 20 فريقا تنقسم الى 14 فريق لتنفيذ اعمال المسح والاستكشاف والرصد و 6 فرق للقيام بأعمال المكافحة وبلغ عدد المشاركين بالحملة عدد 40 مشاركا من الكوادر الفنية بالوزارة.
وقد قامت الفرق الميدانية بتنفيذ اعمال المسح لجميع القرى والمواقع المحتملة لتكاثر وتواجد الجراد الصحراوي حيث تم تغطية مساحة اجمالية تقدر ب 5500 هكتار كما قامت بتحديد المواقع التي بها الجراد والتي تم التعامل معها مباشرة بواسطة الفرق الميدانية عن طريق تنفيذ حملات دورية ومبرمجة زمنياً لتحديد امتداد انتشار مجموعات الجراد الصحراوي ومساحتها وتنفيذ أعمال المكافحة من قبل المختصين في الوزارة حيث شملت اعمال المكافحة مجموعة من المواقع المتفرقة بمحافظة الوسطى تقدر مساحتها 700 هكتار.
الجدير بالذكر إن الوزارة تبذل جهودا كبيرة لتعزيز إمكانات سلطنة عمان في مجال مكافحة الجراد الصحراوي من خلال تطوير البنى التحتية وتعزيز قدرات الكوادر البشرية وتوفير المعدات المتطورة والمبيدات المتخصصة في مجال مكافحة الجراد الصحراوي .
حيث ذكر الدكتور طارق أن الوزارة تعمل بشكل مستمر في تطوير الإمكانيات الفنية في هذا المجال من خلال استخدام التقنيات الحديثة والذكاء الصناعي واشراك القطاع الخاص مشيرا إلى أن التعاون القائم بين الوزارة وشركة العنقاء لتطوير استخدام الطائرات المسيرة ” الدرون” في تنفيذ عمليات المسح والمكافحة والتي تساهم في تقليل الوقت والجهد والتكلفة.
الجدير بالذكر أن الجراد الصحراوي يشكل تهديدا للأمن الغذائي ويتسبب في ضرر اقتصادي كبير ، حيث تمر دورة حياته ب 3 مراحل (البيضة، الحورية، الحشرة الكاملة) وتستغرق ثلاثة أسابيع فقط ويمكن أن تعيش حشرة الجراد الصحراوي الواحدة 90-150 يوم ، كما أن الجراد الصحراوي لديه سلوك اجتماعي يتأثر بالظروف البيئة فهو يستطيع تغيير سلوكه وعاداته وينتقل من السلوك الانفرادي الى السلوك التجمعي ليشكل مجموعات وثم أسراب يمكنها أن تهاجر مسافات طويلة، ويمكن للسرب الواحد أن يغطي مساحة جغرافية تصل الى مئات الكيلومترات المربعة تقريبا وذلك حسب حجم السرب ، حيث يضم كل كيلومتر مربع من السرب الواحد للجراد الصحراوي 40-80 مليون من الجراد البالغ ويستطيع السرب الطيران والتحرك بسرعة تبلغ 150كلم في اليوم.
ويعتبر الضرر الاقتصادي الذي يسببه الجراد الصحراوي كبير حيث أن سرب صغير من الجراد الصحراوي في مساحة 1 كيلومتر مربع لديه القدرة للتغذية على كمية من الطعام باليوم الواحد ما يكفي ل 35 ألف شخص لكون حشرة الجراد الصحراوي البالغة الواحدة تتغذى على كمية من الطعام يوميا يعادل وزنها. ولذلك فإن غزو الجراد الصحراوي يمكن أن يسبب قلق على مستوى الأمن الغذائي للدول حيث يسبب تأثير سلبيا مباشر على انتاج المحاصيل الزراعية ويستنزف المخزون الغذائي للدول ويتسبب في ارتفاع أسعار الغذاء نتيجة لزيادة الطلب على الغذاء مع انخفاض انتاج المحاصيل الزراعية.
