BBC العربية
- أولغا روبنسون- شيان سرداريزاده – جيك هورتون
- بي بي سي نيوز
بدأت العشرات من الوثائق الأمريكية السرية التي تم تسريبها وتداولها عبر الإنترنت تختفي، أو على الأقل أصبح العثور عليها أكثر صعوبة. ولكن من أين أتت تلك الوثائق منذ البداية؟
لقد قمنا بتجميع ما نعرفه عن كيفية ظهور هذه الوثائق للمرة الأولى، وأين انتشرت، ومن كان يناقش ما جاء فيها.
نشر المستندات
تم التحقق من نشر أولى لقطات الشاشة من هذه الوثائق في 1 مارس/آذار الماضي. ثم ظهر المزيد منها بعد بضعة أيام.
فقد ظهرت على موقع ديسكورد، وهي منصة وسائط اجتماعية مشهورة لدى ممارسي ألعاب الكمبيوتر، وتمت مشاركتها على العديد من قنوات المناقشة.
لا تتعلق هذه القنوات بالسياسة أو الاستخبارات العسكرية، فهي مخصصة للاعبين في لعبة الكمبيوتر ماينكرافت Minecraft وأخرى لمحبي المشاهير الفلبينيين على موقع يوتيوب.
في إحدى القنوات، بعد مناقشة موجزة حول لعبة ماينكرافت والحرب في أوكرانيا، يقول المستخدم “هنا، لدينا بعض المستندات المسربة”، ونشر عدة لقطات شاشة منها.
يدعي أحد الموجودين في مجموعة الدردشة أنه التقط الصور من قناة أخرى على ديسكورد، والتي تم حذفها فيما بعد، مما يجعل من المستحيل التحقق منها.
ورصد الموقع الاستقصائي بيلنغ كات Bellingcat أدلة على أنه من المحتمل أن بعض الوثائق تم نشرها في يناير/كانون الثاني أو حتى قبل ذلك.
وظلت هذه الوثائق غير مكتشفة إلى حد كبير على موقع ديسكورد، قبل أن تنتشر إلى منصات أخرى في أوائل أبريل/نيسان، وفي النهاية يتم التقاطها من قبل المسؤولين الأمريكيين والصحافة الرئيسية.
انتشار عبر التواصل الاجتماعي
في 5 أبريل/نيسان، ظهرت لقطات شاشة أخرى للوثائق على لوحة الرسائل 4 تشان، وهي واحدة من أكبر محاور ثقافة الإنترنت الفرعية وأكثرها إثارة للجدل.
نشر مستخدمون مجهولون الوثائق في واحدة من أكثر لوحات 4 تشان شهرة والمعروفة باسم / بول pol/، وذلك خلال مناقشة حول العدد الدقيق للضحايا الأوكرانيين والروس الذين سقطوا خلال الحرب الدائرة حاليا.
وبعد ساعات قليلة فقط، بدأت هذه الوثائق بالظهور على قنوات تيليغرام الموالية للكرملين، كما التقطها وأعاد نشرها مدونون عسكريون بارزون.
وتم تحرير وتعديل إحدى الصور، التي تداولتها القنوات الروسية على نطاق واسع، وذلك لتقليل عدد القتلى من القوات الروسية وتضخيم الخسائر الأوكرانية.
وبحلول 7 أبريل/نيسان، تم تداول الوثائق أيضا على بعض منصات التواصل الاجتماعي الرئيسية، مثل تويتر وريديت.
الرد الروسي
في البداية، لم تركز قنوات تيليغرام الموالية للكرملين والتي شاركت لقطات شاشة من الوثائق على مصداقية المستندات، لكنها ركزت بشكل كبير على محتواها وما جاء فيها.
لكن سرعان ما بدأت العديد من القنوات ووسائل الإعلام البارزة، في الاتجاه نحو تصوير الوثائق على أنها مزيفة ولو حتى بصورة جزئية على الأقل.
ونقل موقع ريغنوم Regnum الإخباري، عن خبير قوله إن الوثائق قد تكون تسريبا متعمدا يهدف إلى توفير ستار تمويه للهجوم الأوكراني المضاد المنتظر في المستقبل القريب.
كما قال يوري بودولياكا، أحد المعلقين الحربيين البارزين على التلفزيون الحكومي الروسي، إن هذه “معلومات مزروعة” تهدف إلى تضليل روسيا بشأن الهجوم المضاد.
وقالت أولغا سكابيفا، مقدمة برنامج 60 دقيقة على تلفزيون روسيا1 الحكومي، إن الغرب كان يفعل “كل ما في وسعه لخلق صورة أوكرانيا الضعيفة التي بدأت تعاني من نفاد القذائف ولم يبق منها شيء على الإطلاق”.
كما أُثيرت تساؤلات حول صحة الوثائق في أوكرانيا أيضا، حيث اتهم بعض المعلقين روسيا بزرع وثائق مزورة قبل الهجوم الأوكراني المضاد.
وثائق مختفية
لا تزال لقطات شاشة متعددة للمستندات – غالبًا ذات جودة رديئة – متداولة على تويتر وتيليغرام وريديت.
لكن من الصعب العثور على النسخ الأصلية. اختفت الآن الكثير من النسخ الأصلية من الدردشات حيث ظهرت لأول مرة.
وقام الآخرون الذين شاركوا لقطات الشاشة من الوثائق على ديسكورد وتيليغرام وتويتر، إما بمحو ما كتبوه عنها أو حذف ملفاتهم الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي تماما.
وهناك قدر كبير من جنون الارتياب أيضا.
أخبر أحد المستخدمين، الذي شارك سابقا لقطات شاشة من المستندات على ديسكورد، زملائه المستخدمين أنهم كانوا يحاولون التخلص من جميع النسخ الموجودة على هواتفهم.
وسارع آخر بالرد على دعوة لمشاركة المزيد من الوثائق في المنتدى بجملة “محاولة جيدة مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI(في إشارة إلى أن المكتب الأمريكي يحاول اصطياد من ينشر الوثائق)”.
أثار اختفاء النسخ الأصلية تكهنات بأن البنتاغون كان يحاول حمل منصات مثل تويتر على إزالة المنشورات التي تحتوي على الوثائق.
ورد إيلون ماسك، مالك تويتر، بالقول إنه لن يوجه موظفيه للبحث عن المستندات وإزالتها.
وغرد ماسك: “نعم، يمكنك حذف الأشياء تماما من الإنترنت، فهذا يعمل بشكل مثالي ولا يلفت الانتباه على الإطلاق لأي شيء كنت تحاول إخفاءه”.