/العمانية/
الجزائر في 5 فبراير/العُمانية/ تُوثّقُ رواية “مبروكة”،
الصادرة عن دار المثقف للنشر والتوزيع، بقلم الروائيّ عمار ضيف، أحداثًا واقعيّة
عاش مؤلّف الرواية بعض أطوارها.
وتحكي “مبروكة”، وهو اسم بطلة الرواية، فصولا دامية من
ثورة تحرير الجزائر(1954/1962)، وما كابده الأهالي على أيدي الجنود الفرنسيين،
خاصّة من التحق أبنائهم بالجهاد، ومن هؤلاء “مبروكة” التي ترمّلت قبل
الثورة بقليل، وترك لها زوجها ثلاث بنات وطفلا، وهو الأمر الذي حتّم عليها الخروج
والسعي لإعالة أبنائها إلى درجة أنّ أهل القرية صاروا ينادونها “مبروك”،
وهو اسم مذكّر، بدلا من “مبروكة”، لأنّها استطاعت أن تزوّج ابنتها البكر
في قرية بعيدة، وبعد مدّة خطبت لابنها عروسًا، فأخذت تحضّر للعرس كما حضّرت له
غرفة خاصّة إلا أنّ ابنها المدعو “البشير” التحق بالجبل، أسوة بأترابه،
ولما علمت فرنسا بصعوده للجبل تعرّضت “مبروكة” لأهوال التعذيب والتنكيل،
وكان الجنود الفرنسيون يحاولون الاتصال بابنها لثنيه عن الجهاد، ولمّا لم يستطيعوا
تحقيق ذلك، هدموا بيت والدته “مبروكة”، انتقامًا منها ومن عائلتها،
فتشرّدت في القرية. وعندما ضاقت بها السُّبل، ذهبت إلى الشيخ الطاهر إمام مسجد
القرية تطلب منه النُّصح والإرشاد، فأشار عليها أن تخرج من القرية طلبًا للسّلامة
والأمان، وهو ما قامت به فعلا.
وتتطوّرُ الأحداث الدراميّة بوصول خبر استشهاد “البشير”
إلى مسامع الوالدة “مبروكة” التي استقبلت هذه الفاجعة بالزغاريد، وهو
السُّلوك الذي دأبت عليه النساء والعائلات الجزائرية، خلال حرب التحرير، عند
استقبال أخبار ارتقاء الشُّهداء.
يقول الروائيُّ عمار ضيف في تصريح، لوكالة الأنباء العُمانية، أنّ
أحداث الرواية تتطوّر في الزمان والمكان، ليجد القارئ نفسه أمام فصول وأحداث تبقى
شاهدة على بشاعة الاستعمار. ولحسن الحظّ أنّ (ليل الاستعمار)، على رأي فرحات عباس
(أحد أبرز الوجوه السياسية التي ناضلت ضد الاستعمار)، قصيرٌ مهما طال، فإنّ نسائم
الحرية تهبُّ على أبطال هذه الرواية، وبينهم “مبروكة” التي تُدعى إلى
احتفال كبير، بعد استرجاع الجزائر لاستقلالها، يتمُّ خلاله إطلاق اسم ابنها الشهيد
“البشير” على إحدى المؤسّسات التربوية في الجزائر المستقلّة، وهو العزاء
الذي يُثلج صدر بطلة الرواية وهي ترى راية الجزائر المستقّلة ترتفع عالية في
السّماء.
وعلى منوال الكثير من الروائيّين الذين نهلوا من معين الثورة
التحريرية الجزائرية، يجد الروائيُّ عمار ضيف نفسه يستعير الكثير من الأحداث
الواقعيّة لينسج للقارئ حكاية أبطالُها جزائريُّون رفضوا تسليم وطنهم لقمة سائغة
للمحتلّ، وفضّلوا التضحية برغد العيش في سبيل طرد المستعمر من الأرض ولم يتردّدوا
في بذل دمائهم وأرواحهم فداء لتحريرها.
يُشار إلى أنّ الروائي عمار ضيف، اشتغل أستاذا، ثم مديرا لمؤسّسة
تربوية، وبعد التقاعد تفرّغ للكتابة والتأليف، فأصدر ثمانية مؤلّفات، أبرزُها
“وميض الغروب” (شعر/2021)، و”رماد عمري” (رواية/ 2022)،
و”عيشة راجل” (مجموعة قصصية/ 2022)، و”بنو عمران عبر الزمان
والمكان (دراسة /2022).
/العُمانية/النشرة الثقافية /طلال المعمري