صلالة – عادل بن رمضان مستهيل
نظّمت جمعية الكتاب والأدباء بمحافظة ظفار، بالتعاون مع مجلس “إشراقات ثقافية”، مساء الأربعاء فعالية “ملتقى الحرف الظفارية في صناعة الهوية العمانية” بمجمع السلطان قابوس الشبابي للثقافة والترفيه بصلالة. تميز الملتقى بجمع نخبة من الفنانين ورواد الأعمال والباحثين لمناقشة التراث العماني ومكانته في الهوية الوطنية.
بدأت فعاليات الملتقى بمعرض للوحات فنية تشكيلية من تقديم فريق “ارتقاء”، وهو فريق شبابي غير ربحي تأسس في عام 2021م، وعن الفريق قالت أ. نور الشحري أحد مؤسسي الفريق : يعد فريق “ارتقاء” أول فريق متخصص في الفن التشكيلي بمحافظة ظفار ، وهو يستهدف الفنانيين التشكيليين وطلاب المدارس والجامعات، ويسعى لإبراز المواهب، وتنمية المهارات الفنية، وتعزيز روح الوطن من خلال رسائل فنية هادفة تظهر العادات والموروث العماني.
و عقب المعرض، انطلقت أعمال الملتقى بكلمة اللجنة المنظمة للملتقى القاءها عمار فاضل أمين رئيس فرع الجمعية بمحافظة ظفار، وتالها بورقة عمل قدّمها د. أحمد بالخير بعنوان “ألحان المهن الحرفية – رحلة في الغناء الشعبي المصاحب لبعض الحرف البحرية”، حيث تناول فيها الأهازيج البحرية العمانية. وقد استعرض بالخير ملامح الموروث الشعبي البحري، الذي يبرز في أنماط غنائية متصلة بالصيد، وتدشين السفن، واستقبال المسافرين، وأوضح أن هذه الألحان التقليدية تعكس روح التعاون بين البحارة وتتميز بإيقاعات جماعية وأدوات موسيقية بسيطة.
كما أشار د. بالخير إلى تحديات الحفاظ على التراث البحري، في ظل تأثير العولمة وضعف ارتباط الأجيال الشابة بالموروث الشعبي، مؤكداً على أهمية التراث كوسيلة لتعزيز الهوية الوطنية والشعور بالانتماء.
واستمرت الفعاليات بجلسة حوارية لرائدات الأعمال، أدارتها أ. منى العبد يسلم، وركزت الجلسة على بعض الحرف التقليدية. تحدثت د. فاطمة الراعي، رئيسة لجنة صاحبات الأعمال بفرع غرفة تجارة وصناعة عمان بظفار، عن صناعة البخور والعطور ودور المرأة في تطوير هذه الحرف. كما قدمت حنان موسى البلوشي، رائدة الأعمال، عرضاً حول صناعة الفخار، وتحدثت شيماء الراعي عن صناعة اللبان العماني وأهميته الاقتصادية كمصدر دخل لرواد الأعمال وخلق منتجات ذات جدوى اقتصادية.
وفي ختام الملتقى، تم تكريم المشاركين من الفنانين والباحثين ورائدات الأعمال، وتم التقاط الصور التذكارية، في أجواء احتفالية عكست قيمة الموروث الثقافي العماني ودوره في الحفاظ على الهوية الوطنية.
